فلسطين أون لاين

​قلق يسود عائلات الأسرى المرضى عقب استشهاد أسيرين

...
صورة أرشيفية
رام الله/ محمد القيق:

منذ سماعها إعلان نبأ استشهاد الأسير المريض فارس بارود في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، تسود حالة من القلق عائلة الأسير المريض سامي أبو دياك من بلدة سيلة الظهر قرب جنين.

ولم تستطع والدة أبو دياك (آمنة)، أن تخفي قلقها على حالة نجلها الصحية، لتذرف الدموع تارة، وتتابع الأخبار تارة أخرى.

وتصف الوالدة سماع العائلة خبر استشهاد الأسير فارس بارود من قطاع غزة؛ نتيجة الإهمال الطبي، كـ"الصاعقة" متابعة: "نتوقع كل وقت وكل دقيقة أن يأتي خبر استشهاد سامي" في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والتي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى عامة والمرضى خاصة.

وتقول لصحيفة "فلسطين": كنت أتابع الأخبار كالعادة فإذ بنبأ استشهاد الأسير بارود يتصدر وسائل الإعلام، "شعرت وكأن شيئا ما يخنقني، وبقيت صورة ابني سامي في مخيلتي حتى خلدت إلى النوم".

ولم تخفِ والدة الأسير دموعها، فخلال الفترة الأخيرة تدهورت حالة نجلها الذي يعاني من أورام وأمراض عدة أفقدته ثلثي وزنه، مشيرة إلى أنه خلال زياراتها الأخيرة لم يكن يقوى على الجلوس أو السير بمفرده.

ويقبع أبو دياك في عيادة سجن "الرملة"، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسّجن المؤبد ثلاث مرات و30 عاما وأصيب بمرض السرطان من جراء حقنه كما تدعي سلطات الاحتلال بالخطأ.

أوجاع السجن والمرض

وتجزم زوجة الأسير المريض منصور موقدة، من بلدة الزاوية قرب مدينة سلفيت، بأن معاناة الأسير المريض لا تقتصر عليه فقط، بل تطال عائلته التي تعيش كل "يوم ألف نوع من القلق والحزن".

وتقول الزوجة (أم رعد) لصحيفة "فلسطين" إن حالة زوجها في تدهور مستمر، فهو يعاني من الشلل وأمراض في المعدة والأمعاء ولا سيما أن لديه معدة بلاستيكية يحملها إلى جانبه.

وتضيف: "في أي مجتمع بالعالم لا يوجد ١٠٠ مريض بين خمسة آلاف شخص، هذا يؤكد بأن ظروف الاعتقال هي التي أدت إلى هذا الكم الكبير من الأمراض والأورام".

ويقبع في سجون الاحتلال، نحو 6 آلاف أسير وأسيرة، بينهم مئات المرضى، ويفتقرون جميعهم لأدني الحقوق الإنسانية والصحية ويعانون من تكدس أعدادهم والإهمال الطبي المتعمد بحقهم.

وتابعت: إن خبر استشهاد أي أسير مريض ينغرس في قلوب عائلات الأسرى المرضى، ويصاحبه الألم والقلق، "فلا يعقل أن يخرج هؤلاء بأكفان بيضاء".

وشددت زوجة الأسير على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وزيارة سجون الاحتلال وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم.

والأسير موقدة من أقدم الحالات المرضية في سجون الاحتلال، معتقل منذ ٢٠٠٢ ومحكوم بالسجن لمدة ٣٠ عاما، ويقبع في عيادة "الرملة".

والأسبوع الماضي، استشهد الأسيران فارس بارود (الأربعاء)، وياسر حماد (الجمعة)، داخل سجون الاحتلال، مما رفع أعداد شهداء الحركة الأسيرة لـ 219 شهيدا، بعضهم استشهد نتيجة التعذيب وآخرون من جراء الإهمال الطبي.