القهوة من المشروبات الساخنة المفيدة؛ فهي تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية التي تفيد الصحة، كالمساعدة في حرق الدهون، وزيادة مستويات الطاقة، والتحسين من وظائف الدماغ، والتقليل من خطر الإصابة بالزهايمر، والوقاية من أمراض الكبد، وغيرها، ولكن إدمان بعض عليها جعله لا يكترث لمخاطر شربها في أثناء إصابته بنزلات البرد والصداع وغيرها، إذ لها تأثير ضار، فهي تزيد مضاعفات المرض.

الطبيب المختص في الأمراض الباطنية والصدرية، المدير الطبي في الرعاية الأولية د. بسام أبو ناصر قال: "القهوة مشروب يؤخذ من شجرة تدوم خضرتها طوال العام، ولذلك تعد من الأشجار الدائمة الخضرة، وهذا جعلها في متناول الجميع سعرًا، وجعل كثيرين يروجون لها، وينسجون عنها كثيرًا من الفوائد، منها الصحيح ومنها الخطأ".

وأشار إلى أن القهوة أدخلت في تركيبة بعض الأدوية بعد التعرف علميًّا وكيميائيًّا إلى تركيبها العلمي، وهذه المركبات السلبية والإيجابية بطبيعتها لو بقيت داخلها لكانت من مسببات الأمراض.

وذكر د. أبو ناصر أن القهوة تحتوي على مادة الكافيين (فكل 10 جرامات تحتوي على 2 ملتر كافيين، وهي نسبة عالية علميًّا)، منبهًا إلى أن هذه المادة تعد مادة مخدرة بشكل أو بآخر، ولذلك نجد الكثيرين أدمنوا شرب القهوة.

وتابع حديثه: "والكافيين يسبب زيادة ضربات القلب، ويسبب تقليل عمل البنكرياس، وينتج عن ذلك قلة إفراز الأنسولين، وزيادة حرق سكر الخلية، وارتفاع نسبة السكر في الدم، لاشك أن هذا ما يحدث عند إدمانها، وتسبب خروج وتسرب الكالسيوم من الجسم، لأن الكافيين أيضًا مادة مدرة للبول، فيخرج الكالسيوم والماغنيسيوم عبر البول، فتحدث هشاشة العظام".

وبين د. أبو ناصر أن القهوة تزيد من الشعور بالعطش وجفاف الفم والحلق، لكونها مدرًّا قويًّا للبول، ما يؤدي إلى زيادة تعب مرضى الجهاز التنفسي.

وأضاف: "وفي أثناء الزكام والبرد يعاني المريض زيادة ضربات القلب، ما يسبب التعب والدوار، فإذا شرب المريض القهوة يزداد الأمر شدة، ويزداد الصداع بسبب زيادة خفقان القلب، ولما كان الكافيين مادة مخدرة فهو يسبب الأرق وقلة النوم، فما بالك لو كان الإنسان مريضًا بالبرد والأنفلونزا، التي من أهم علاجاتها الراحة؟!".

ولفت د. أبو ناصر إلى أنه يزداد أيضًا ألم العظام، الذي هو من مضاعفات الأنفلونزا والبرد بسبب خروج الكالسيوم، وختم حديثه بخلاصة مفادها أن مضاعفات المرض تزيدها القهوة بما فيها من مركبات تسبب أصلًا كثيرًا من المضاعفات حتى في الحالات الطبيعية.