فلسطين أون لاين

​عُملة "البيتكوين" هل يُمكن حمايتها إلكترونيًّا؟

...
غزة/ نور الدين صالح

عادت عملة "البيتكوين" الإلكترونية تطفو على السطح من جديد، وشاع صيتها بين مختلف شرائح المجتمعات، ومنها الفلسطيني، وخاصة بين مستخدمي الإنترنت ومواقع التسوق الإلكتروني التي تتعامل بهذه العملة.

وتُعرف "البيتكوين" أنها عملة معماة ونظام دفع عالمي يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، من أبرزها أن هذه العملة هي عملة إلكترونية كاملًا، تتداول عبر الإنترنت فقط، دون وجود فيزيائي لها.

وفي لمحة سريعة لتاريخ البيتكوين، فقد انطلقت عام 2009م، وبدأت بسعر متدنٍ جدًّا، فكانت كل بيتكوين تساوي أقل من ١٠ سنتات، أي كل ١٠ بيتكوينات تقريبًا تساوي دولارًا واحدًا.

ووصلت العملة الرقمية عام ٢٠١٧م إلى أعلى مستوياتها حيث اقتربت من سعر ٢٠ ألف دولار لكل بيتكوين قبل أن تهبط بقوة عام ٢٠١٨م، وتصل حاليًّا إلى مستويات حول ٣٥٠٠ دولار لكل بيتكوين.

لكنّ السؤال الأبرز هنا يتمحور حول الحماية الإلكترونية التي تتمتع بها، وهل يُمكن اختراقها بسهولة؟

الباحثة في أمن المعلومات مريم الأعور تقول: "ابتكرت عملة البيتكوين لتسهيل التعاملات المالية إلكترونيًّا، بالتزامن مع انتشار مواقع التسويق عبر الإنترنت، مع اتساع رقعة الثورة التكنولوجية".

وتوضح الأعور خلال حديثها إلى صحيفة "فلسطين" أن هذه العُملة وهمية، وليس لها أي وجود حقيقي على أرض الواقع، ولا يُمكن تداولها بين المواطنين، مثل العُملات الورقية.

وتُبين أن مخترع هذه العُملة ابتكرها بعد مُطالبات مستخدمي الإنترنت بوجود عملة إلكترونية تتداول إلكترونيًّا، لتسهيل عمليات تبادل المنفعة والسلع بينهم عن بُعد.

وعن طرق الحماية لهذه العُملة تذكر الأعور أنها أصبحت تخضع لسياسة دولية ولها أنظمة خاصة بها، كما يحدث مع العملات الورقية الأخرى.

وتبيّن أنه ليس لها نظام مراقبة مُعين، إنما تقتصر مراقبتها على مبتكريها، والأنظمة الإلكترونية التي وُضعت لها حسب السياسات الدولية.

هل يُمكن اختراقها؟، تُجيب الباحثة في أمن المعلومات أنها مُعرضة للاختراق لكونها موجودة ضمن عالم الإنترنت، مضيفةً: "في علم التكنولوجيا أي نظام موجود على الإنترنت هو معرض للاختراق، مهما كان، وفي أي مكان".

وتُشير إلى أن خبراء في التكنولوجيا تنبؤوا أن تخترق هذه العملة في السنوات القادمة، مع التطور الهائل لبرامج الإنترنت والاختراق، منبّهةً إلى أن جميع مستخدمي الإنترنت عرضة للاختراق.

وتذكُر طرقًا عدّة لمستخدمي الإنترنت لكيفية حماية أنفسهم وأجهزتهم الإلكترونية (الحاسوب المحمول والهاتف النقال).

وأولى هذه الطرق -والكلام للأعور- استخدام كلمات سر الحسابات الشخصية مكونة من أرقام ورموز وأحرف مختلفة، وألا تقتصر على الأرقام فقط، حتى لا يسهل اختراقها بسهولة.

وتبيّن أن الطريقة الثانية هي ربط الحسابات -خاصة التي في مواقع التواصل الاجتماعي- بالهاتف المحمول، أو البريد الإلكتروني، للتحقق من هوية أي شخص قد يحاول اختراقها.

وتختم حديثها: "إن المواقع التي تحتوي على تعاملات مالية تكون وسائل وأسئلة الأمان والحماية فيها أكثر من المواقع الأخرى".

تجدر الإشارة إلى أن إنتاج عملة البيتكوين في عملية يطلق عليها "التعدين"، وهي عملية صعبة ومعقدة تحتاج إلى برامج وخوارزميات لإنتاجها، ما يتطلب جهاز حاسوب ذي مواصفات عالية، ويمكن الحصول عليها من المبادلات المالية مع العملات الورقية (دولار، ويورو، وغيرهما).

ومن الجدير ذكره أن دولًا عديدة حرّمت وجرّمت التعامل بعملة البيتكوين، لكونها مجهولة المصدر ويصعب السيطرة عليها، وبذلك قد تستخدم في "دعم الإرهاب الذي يحاصرون" من وجهة نظرهم.