الوطنية الفلسطينية وفق ما تراها قيادة (السلطة الفلسطينية) أخذت بعدا جديدا ومنحى غريباً وخطيرا مع التطورات الاخيرة التي تتلخص بتوجه أو بقرار السلطة الفلسطينية بقطع رواتب اسرى فلسطينيين ومناضلين وشهداء كرام بسبب انتمائهم و توجهاتهم الحزبية والوطنية، و(للعلم فبعضهم معتقل قبل الانقسام المشؤوم).
أما التطور الثاني فهو ما نشرته مصادر اسرائيلية من قيام حسين الشيخ الممثل الرسمي للسلطة بإبلاغ (الإسرائيلي) بقرار السلطة عدم استقبال 100 مليون دولار بكاملها كمقاصة شهرية للسلطة، و ذلك في حالة قيام دولة الاحتلال بتنفيذ قرارها السابق باقتطاع ما تدفعه السلطة من رواتب لذوي الاسرى و الشهداء.
هي اذن قمة الغرابة و الخطورة، فمن الغريب أن تستخدم السلطة (حصتها البائسة) في المساهمة بأمن و استقرار الاحتلال من أجل هدف وطني جزئي محترم فهي تعلم كما (اسرائيل) معنى التوقف عن استلام 100 مليون دولار شهريا، و أثر ذلك على الأمن القومي الإسرائيلي.
و هكذا و بدون تخوين أو تكفير أخطأت السلطة خطأً كبيرا باستخدام أرزاق عائلات فلسطينية مناضلة في معركتها مع خصومها السياسيين في فلسطين، وقد تكون استخدمت أيضا (قصة وطنية دفاعها عن رواتب عائلات الأسرى و الشهداء بشكل عام أمام هجمة اسرائيل)، تلك هي تناقضات و عجائب السلطة التي لا تنتهي.