لم تترك (إسرائيل) ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية طريقة للضغط على حركة "BDS"، إلا وسلكتها لكبح جماح المقاطعة التي تهدد دولة الاحتلال تزامنًا مع تصاعد وتيرة انتهاكاتها بحق المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وكان آخر هجوم أمريكي على حركة "BDS" إقرار مجلس الشيوخ الأميركي أمس، مشروع قانون يعاقب مقاطعي (إسرائيل)، بعد يوم واحد من مزاعم لوزير في حكومة الاحتلال بأن المنظمة تضمّ في صفوفها فدائيين فلسطينيين لهم صلة بعمليات فدائية قُتِل فيها إسرائيليون.
لكن منسق الحملة الشعبية لمقاطعة منتجات الاحتلال "BDS" خالد منصور، عدَّ مشروع القانون الأمريكي استمرارا للنهج الذي تقوده إدارة الرئيس دونالد ترامب الداعم لـ(إسرائيل) دون أي تفكير وبلا تحفظ، وكذلك المزاعم الإسرائيلية "محاولة لتشويه سمعة المنظمة، بأنها تضم إرهابيين".
وقال منصور لصحيفة "فلسطين"، إن حركة المقاطعة بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي خطر إستراتيجي، ولذلك فإن الاحتلال يتعاون مع الإدارة الأمريكية من أجل مواجهة "BDS".
ونبَّه إلى أن مشروع القانون الجديد الذي يتضمن إجراءً سيسمح بفرض عقوبات على شركات تشارك في حملات لمقاطعة الاحتلال، ليس الأول في الولايات المتحدة.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطًا على الكثير من الشركات والجامعات والمؤسسات من أجل عدم التعامل مع "BDS"، لكنها فشلت، وباتت حركة المقاطعة في الولايات المتحدة تزداد أكثر فأكثر.
لذلك لجأت أمريكا إلى القانون لتجريم المساندين لمقاطعة الاحتلال، بحسب منصور.
واستدرك أن الخطر الذي شكلته حركة المقاطعة في الولايات المتحدة على مصالح (إسرائيل)، هو الذي دفعها لسن القانون بعدما فشلت في محاولات الترهيب والضغط على الجماعات المؤيدة للمقاطعة.
وسبق إقرار القانون بيوم واحد، مزاعم إسرائيلية وردت على لسان وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال جلعاد إردان، بأن حركة المقاطعة تضم في صفوفها فدائيين..
وادعى إردان أنه أجرى "دراسة شاملة" تناول فيها 13 منظمة BDS منتشرة في جميع أنحاء العالم، وتوصل إلى أنّها تضمّ 30 ناشطًا وفعالًا من "الإرهابيين" –على حدّ وصفه- تم اعتقال وسجن 20 منهم، وبعضهم نفّذ عمليات فدائية.
وقال إنّ هؤلاء "يمارسون عملهم كمسؤولين كبار داخل تنظيماتهم اليسارية، وبعضهم تقلد مناصب رفيعة في منظمات المقاطعة".
في المقابل قال منسق الحملة الشعبية لمقاطعة منتجات الاحتلال "BDS"، إن هذه المزاعم حرب تشنها (إسرائيل) لتشويه صورة حركة المقاطعة بأنها إرهابية.
وتابع: (إسرائيل) وأمريكا تريدان تصنيف حركة المقاطعة ضمن المنظمات "الإرهابية"، كما صنفوا حركتي حماس والجهاد وفصائل فلسطينية أخرى، وظنًا منهم أن العالم سيقتنع بذلك إذا قيل عن المقاطعة إنها من رحم الشعبية أو الديمقراطية أو حماس.
وعدَّ هذه المزاعم "إفلاسا سياسيا من (إسرائيل) التي تحاول بأسلحتها كافة مواجهة حركة المقاطعة في أمريكا وأوروبا وكل أنحاء العالم".
وشدد على أن "BDS" خطها واضح في السعي لعزل (إسرائيل) وجعلها دولة منبوذة على الصعيد العالمي، ليصبح مصيرها مثل دولة الأبرتهايد في جنوب أفريقيا "فهذا ما تريده حركة المقاطعة حتى يضغط العالم عليها (إسرائيل) وتلتزم وتنفذ قرارات المجتمع الدولي الخاصة بالانسحاب من الأراضي المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين".
وأكمل أن "حركة المقاطعة شعارها فرض العقوبات وسحب الاستثمارات من دولة الاحتلال، وهذا ما يرهبها، خاصة أن عشرات الشركات تراجعت عن عملها في المستوطنات وعن دعمها لدولة الاحتلال".