قائمة الموقع

بـ"الشتم والترهيب".. السلطة تتساوق مع الاحتلال لمحاربة التعليم

2019-02-04T06:45:48+02:00
مدرسة فلسطينية في القدس المحتلة

قبل عامين صرح رئيس السلطة محمود عباس أن "أجهزته الأمنية تفتش المدارس الفلسطينية وحقائب الطلاب بحثًا عن سكاكين لمنع العمليات"، إلا أن تلك السياسة لم تتوقف عند هذا الحدِّ، بل اتجهت إلى ممارسة وزارة التربية والتعليم الترهيب و"الشتم" على الشهداء الأطفال وذويهم.

آخر هؤلاء الشهداء الذين استهدفتهم السلطة الفلسطينية عبر وزارة التربية والتعليم في رام الله الشهيدة الطالبة سماح مبارك (الخالدي)؛ إذ وصف الوفد سلوك الشهيدة بـ"الغبي"، متبنيًا رواية الاحتلال الإسرائيلي بمحاولتها تنفيذ عملية طعن تبريرًا لإعدامها.

السلوك الميداني الذي تتبعه أجهزة أمن السلطة ووزارة التربية والتعليم يتماهى مع سياسات عامة تقوم بها الوزارة لتغيير المنهاج الفلسطيني وصولاً إلى "منهاج معتدل"؛ في ظل ضغوط إسرائيلية ودولية تسعى لمحاربة المقاومة بأشكالها كافة.


"ولاء لسياسات الاحتلال"

ناصر الهدمي الباحث المقدسي، يرى أن سلوك الوزارة استهداف مباشر للطالب الفلسطيني بتناقض السياسات العامة للتعليم الفلسطيني وسلوكها الميداني.

وقال الهدمي لـصحيفة "فلسطين": "يشعر الطالب الفلسطيني بطموحات شعبه وأهميتها البالغة له، عكس سلوك السلطة في عدم اهتمامها في طموحات الشعب التعليمية والأمنية في ظل تقديسها للتنسيق الأمني".

ورأى أن تناقض سلوك وزارة "غير الوطني" يؤدي إلى انحراف في البوصلة الوطنية التعليمية، واصفًا سلوكها بأنه استهداف للمسيرة التعليمية والمنهج الفلسطيني.

من جهته رأى الباحث في الشؤون الأكاديمية والتعليمية راسم عبيدات أن ما ينفذه الاحتلال بحق الطلبة الفلسطينيين تصفية وإعدام بدم بارد، لمزاعم إسرائيلية واضح زيفها؛ مستنكراً سلوك "تعليم رام الله" بحق الشهيدة مبارك.

وقال عبيدات لـصحيفة "فلسطين": إن سلوك أجهزة أمن السلطة ومؤسساتها في التفتيش عن السكاكين بحقائب الطلبة، "يضفي على حياتهم العرب والقلق والخوف"، واصفًا هذا السلوك بأنه "ولاء لسياسات الاحتلال الإسرائيلي ومزاعمه ولا يخدم القضية الفلسطينية الوطنية".


المناهج بحاجة إلى تطوير

وفيما يتصل بطبيعة المناهج الفلسطينية، حفاظًا على الهوية الفلسطينية، يرى الهدمي أن السلطة ومنذ قدومها تستهدف المنهاج الفلسطيني بتعديله وتغييره؛ لكن نحن مع التطوير وإصلاح المواد وتطويرها وإعطاء ما يحتاج إليه الطالب في كل مراحله التعليمية.

وأوضح الهدمي أن ما تحتاج إليه المسيرة التعليمية فلسطينيًّا ليس التفريط بما يقارب من 80% من أرض فلسطين وألا ينسى تاريخ فلسطين وطبيعة عمل الاحتلال فيها، مع تعزيز الهوية الوطنية.

ويتفق عبيدات مع سابقه بالدعوة إلى ضرورة عدم تساوق وزارة التربية والتعليم في رام الله مع سياسة أجهزة أمن السلطة في ترهيب الطلبة، والعمل على تعزيز التعليم الفلسطيني ومنهاجه بالثقافة الوطنية وعدم ممارستها أساليب القرع ضد الطلبة.

وقال: "تمارس حكومة الاحتلال التحريض ضد الشعب الفلسطيني، عبر المنهاج الإسرائيلي"، واصفاً إياه بـ"المتطرف والعنصري".

وأضاف: "لا يحتوي المنهاج الفلسطيني على أي مضامين تحريضية على المحتل، ويجب على الوزارة تعزيزه بالمضامين الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية، مطالبًا برفض تدخلات الاحتلال بالمنهاج الفلسطيني.

ورأى أن ما يجري من عمليات فدائية رد طبيعي على نهج الاحتلال العنصري في إعدام الطلبة والمواطنين الفلسطينيين، وتحليق الطائرات الشراعية في سماء الأقصى وتغول الاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية.

وعن مؤثرات المنهاج الفلسطيني، والتعليم في الضفة الغربية، رأى الخبير التربوي د. إياد جبور وجود "مؤثرات سياسية" ومعوقات أهمها الاحتلال والتأثيرات الدولية.

وأوضح جبور في حديث لـصحيفة فلسطين أن من يضع المنهاج الفلسطيني يتقيد نفسياً في ظل وجود حركة شاملة لتغيير المناهج في العالم العربي والإسلامي بأسره، بسبب الخوف والخشيةً من عبارات تصطدم بالواقع المحلي والعربي.

اخبار ذات صلة