- لن أترشح لأي منصب سياسي لأن مكانتي العلمية والاقتصادية أهم لهذا الشعب
- تفوَّقنا على الموقف الإسرائيلي من خلال المقاومة الشعبية "الذكية" في القطاع
- رفع الحصار لا يتم إلا بالوحدة ويجب ألَّا يكون علاقة لـ(إسرائيل) بالمصالحة
- تشكيل حكومة بالضفة مطلب إسرائيلي ويجب أن "نترك الخلافات الجانبية الضيقة"
- نحن بصدد إكمال التسجيل بالكونغرس الفلسطيني الاقتصادي العالمي
قال عالم الأدوية والبحث العلمي ورجل الأعمال الفلسطيني د.عدنان مجلي، إن أكبر التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية حاليًّا هو الانقسام والانفصال الذي يحدث، في ظل استقالة حكومة رامي الحمد الله، مشيرًا إلى أن هناك فرصة كبيرة أن يكون هناك حوار بنَّاء بين جميع الفصائل الفلسطينية.
وأضاف مجلي في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": "يجب أن ينسوا (الفصائل) كل شيء (...) وينسوا اتفاقيات المصالحة في 2011م و2017م، ونبدأ صفحة جديدة سقفها أن فلسطين أكبر وأهم من أي فصل، وأن تنزل سقف التوقعات من الطرفين ويتنازل الفلسطيني لشقيقه الفلسطيني من أجل تشكيل حكومة إنقاذ وطني تشرف على انتخابات حرة فلسطينية شاملة".
واستدرك قائلًا: "غير ذلك، فإن الخطر يكمن في الانقسام التام في حال وجود حكومة تمثل الضفة الغربية، أو يتبعها حكومة بغزة"، قائلًا: "هذا مطلب إسرائيلي صهيوني يجب أن نعمل كل ما بوسعنا ونترك الخلافات الجانبية والحزبية الضيقة جانبًا، والأكبر من هذا كله وهي الشعب والقضية الفلسطينية في الداخل والشتات".
وأشار مجلي وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة "مجلي" للاستثمار في الولايات المتحدة، إلى أن هناك أكثر من 12 مليون فلسطيني بالداخل والشتات، 6 ملايين من فلسطينيي الخارج يعلقون آمالا كبيرة على الوضع الراهن، وعلى المسؤولين في الحركات الوطنية وكذلك في حماس والجهاد، وهذه مسؤولية تاريخية.
صفحة جديدة ورؤية
وعن مسارات الصفحة الجديدة للمشهد الفلسطيني التي يتبناها، قال: "الرؤية هي الثوابت الوطنية، فالكل الفلسطيني يجمع على الثوابت الوطنية المتمثلة في قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، وحماس ليست معنية بمواجهة عسكرية مع (إسرائيل) ومستعدة لهدنة مفتوحة وهذا متوافق تمامًا مع برنامج حركة فتح"، وفق رأيه.
وأضاف: "هذه الثوابت الوطنية يجب أن تكون كافية، وأن تتحول المقاومة الفلسطينية لجيش أمن وطني، واعتبار غزة جزءًا محررًا من فلسطين، وتؤازر أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة وتساعدهم على التحرير (...) هذه مفاهيم يجب أن تكون واضحة للكل".
وتابع: "يجب أن يكون الحكم ليس لأجل الحكم بل من أجل صنع واقع أفضل للإنسان والمواطن الفلسطيني، وتثبيته على أرضه وخلق آليات أعمال واقتصاد فلسطينية داخلية على الصعيد المحلي والعالمي، حتى يتمكن الإنسان الفلسطيني من كسب عيشه بكرامة وعزة".
ولفت إلى أن الطاقات الفلسطينية بالشتات هائلة، لا يوجد آليات عملية لشبكها وترجمتها فعلا ومنتجا حاليا، لهذا السبب "الكونغرس الفلسطيني الاقتصادي العالمي" هو مؤسسة اقتصادية تصبو لهذا الهدف لتحقيق طموحات الشباب.
وأشار إلى أن الجنسية الفلسطينية منتشرة في كل ربوع العالم، وأن هناك أكثر من 140 جنسية فلسطينية في العالم، لديهم طاقات ونجاحات شخصية وفردية كبيرة، يسهمون في بناء اقتصاد دول في الخارج، مبينًا أنه من خلال آليات "الكونغرس الاقتصادي" يمكن ترجمتها وتشبيك فلسطيني الخارج بالدخل حتى يكون هناك اقتصاد فلسطيني محلي وعالمي.
وأردف قائلا: "هذا الحل الوحيد الذي سيؤدي لتثبيت الإنسان الفلسطيني على أرضه، فالحرب القائمة حاليا هي ضد الإنسان الفلسطيني وضد وجوده على أرضه وفي بيته".
وشدد على أن الاقتصاد عنصر مهم وأساسي في تثبيت الفلسطينيين، وأن هناك آليات كثيرة مهمة وعملية تستطيع توفير وظائف من خلالها للشباب الفلسطينيين، وترجمة أحلامهم وأفكارهم إلى عمل ومنتج.
وحول الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال، بين أن الضعف الفلسطيني السياسي وعدم الوحدة والشرذمة العربية، جعل الإسرائيليين والأمريكان يتجرؤون على ما فعلوه بالقدس (إعلانها عاصمة للاحتلال)، معتبرا أنه اذا ما تحققت الوحدة والإجماع الفلسطيني فإن القرار الأمريكي "لا يعني شيئًا .. فالقدس وفلسطين لنا".
وأضاف: "يستطيع الفلسطينيون القيام بأسهل وأبسط شيء، بالتوحد على الثوابت الفلسطينية والوطنية، والاتفاق على برنامج وطني من خلال إنشاء حكومة يكون جيشها الدفاعي أمن وطني بغزة، واعتبار الضفة تحت احتلال"، مشددا على أن فك الحصار عن غزة لا يتم إلا بوحدة الشعب الفلسطيني، مردفا: "هذه مسؤولية فلسطينية فلسطينية لا يجب أن يكون هناك علاقة لـ (إسرائيل) فيها ولا يجب أن يكون لهم علاقة بالمصالحة الفلسطينية".
لقاء "موسكو" و"العودة"
وبشأن ما إن كانت الأرضية لتحقيق نتائج من لقاء الفصائل الفلسطينية بالعاصمة الروسية (موسكو) في فبراير/ شباط المقبل في ظل حل المجلس التشريعي واستقالة حكومة "الحمد الله"، قال مجلي: "واضح أن المسألة كانت تتعلق بوجود أزمة ثقة بين حماس وحكومة الحمد الله، والآن هناك فرصة أمام فتح والحركات الوطنية وحماس والجهاد يجب اغتنامها".
واستدرك قائلاً: "للأسف نحن لسنا بحاجة لموسكو، ولا لأحد إذا كان هناك صراحة واتفاق فلسطيني، وأن يتحاور الجميع لحل مشاكلهم ما دام أنهم يتفقون على الثوابت الوطنية".
وفي معرض رده على سؤال "فلسطين": إذا طلب منك الترشح لأي منصب أو المشاركة بالانتخابات هل ستوافق؟ قال: "لن أرشح نفسي لأي منصب سياسي مهما كان، لأن مكانتي العلمية والاقتصادية، أهم بكثير لهذا الشعب، وجئت هنا لتقديم الخبرات العلمية والاقتصادية لما فيه من مصلحة لهم ولصمودهم على هذا الوضع".
وكشف مجلي أنه يدرس تنفيذ مشاريع في 10 قطاعات في قطاع غزة بمجالات الزراعة والطب والمواد التعليمية والبحث العلمي والتعليم العالي والاتصالات والمواصلات، لا يزال بعضها تحت الدراسة، والبعض الآخر تحت التنفيذ.
ولفت لتنفيذهم مشروعين زراعيين بالضفة ومشروع شركة جامعة القدس الطبية بالقدس، لافتا إلى أنه سيكون هناك مشروع في غزة "سنعلن عنه في حينه، لأننا في صدد إكمال التسجيل في الكونغرس الفلسطيني الاقتصادي العالمي".
وبخصوص الأثر الذي حققته مسيرات العودة في الضمير العالمي، قال: "تفوقنا على الموقف الإسرائيلي من خلال المقاومة الشعبية الذكية التي أثبت قطاع غزة وجودها، وجرى من خلالها تحييد الآلة العسكرية الإسرائيلية الفتاكة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من خلال أساليب المقاومة الشعبية السلمية"، مؤكدًا أن التركيز على المسيرات الشعبية والشعارات السلمية أثبت نجاحه في وقته أكثر من السلاح "الكلاسيكي".
بطاقة تعريف:
ولد مجلي في بلدة طوباس بين تسعة إخوة وأخوات لأب مزارع، في عام 1981م التحق بجامعة اليرموك في الأردن، والتحق بجامعة سالفورد بمدينة مانشستر البريطانية، وذلك عبر منحة من السوق الأوروبية المشتركة وتفوق بمجال الكيمياء ونال الماجستير، أما الدكتوراة التي نالها من جامعة أكستر فكانت في مجال تصلب الشرايين وتصنيع أدوية تمنع الجلطة.
سجل ما يزيد على 800 براءة اختراع، وصُنِّف كذلك واحدًا من أفضل رجال الأعمال في أميركا، اخترع مجلي أول روبوت يسرّع من مراحل اكتشاف الأدوية، إذ يقوم بـ90% من العمل اليدوي للعالِم، واستطاع تخفيض فريق العلماء من ستين إلى ستة، ما أحدث ضجة إعلامية في الولايات المتحدة.
كما استطاع تخفيض احتمال ستة تريليونات لوجود الدواء المناسب إلى 55 ألف احتمال، وبالتقنية توصل إلى جعل عدد قليل من العلماء ينتجون عشرين ضعفًا مما ينتجه العلماء التقليديون.