حين يكون الحديث عن أطفال فلسطين تقف الكلمات عاجزة عن وصف المعاناة التي يعيشونها على عكس أطفال العالم، فالطفلة ضحى شرف (11 عامًا) واحدة ممن وقف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة سدًّا أمام إكمال تحقيق حلمها.
موهبة فن إلقاء الشعر والتمثيل تميزت بها ضحى منذ أن أكملت عامها الخامس ولا تزال ماضية في ذلك الطريق نحو تحقيق حلمها بتوصيل رسالة الطفل الفلسطيني وما يتعرض له للعالم الخارجي.
شاركت ضحى في عدة مسابقات محلية وحصلت على جوائز متعددة، لكن تفكيرها لا يزال منشغلًا في نقل صوتها خارج فلسطين، خاصة بعدما حال الحصار دون خروجها من القطاع إلى دولة قطر الشقيقة.
تروي ضحى وهي أحد أعضاء نادي الصحفي الصغير في غزة، أن فرصة سانحة كانت السنة الماضية برفقة الصحفي الصغير، بالسفر إلى قطر وتمثيل فلسطين في المسابقة الشعرية التي أُقيمت هناك.
آنذاك كان جدار الحصار وإغلاق المعابر أقوى من طموح وأهداف ضحى التي ترنو عيونها إليها، فحال دون تمكينها من السفر، وفق ما تقص لصحيفة "فلسطين".
لم تُخفِ مشاعر الحزن والحُرقة التي اجتاحت تقاسيم وجهها البريء بعدما اصطدمت بحرمانها من السفر بسبب الحصار الاحتلالي المُطبق على القطاع منذ أكثر من 13 سنة، فتقول: "تأثرت كثيرًا لأنني لم أستطِع السفر وتوصيل رسالة قهر ومعاناة الطفل الفلسطيني".
وتضيف: "نفسي أسافر وأسمّع صوتي للعالم، لكن إغلاق المعابر المتكرر والحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع، لم يسمح لي بالخروج منه حتى الآن".
النهوض من جديد
مرة أخرى لم يكن الحظ حليفًا لضحى بعدم مشاركتها في المسابقة الشعرية التي أُقيمت في تونس في شهر نوفمبر العام الماضي، للسبب ذاته.
ازدادت حالتها النفسية سوءًا أكثر لعدم مشاركتها في المسابقتين، وفق تعبيرها.
لكنها سرعان ما عادته لتنهض من جديد وتمضي نحو تطوير موهبتها في الشعر أملًا بتحقيق حلمها خلال الأعوام القادمة. تتابع: "سأكمل طريقي في إلقاء الشعر وتطوير نفسي إلى أن أحقق حلمي بالسفر وتمثيل وطني فلسطين".
وتردف: "الطفولة في فلسطين لم تعد تعني اللعب واللهو، إنما أصبحت تعني القهر والحصار والفقر"، مؤكدةً أن أطفال فلسطين يعانون الحرمان من حقوقهم كبقية أطفال العالم وأصبحوا يتعرضون للاعتقال والاستهداف من الاحتلال.
وتطالب ضحى، بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والضغط عليه لحماية الأطفال، مناشدة المجتمع الدولي بضرورة النظر لأطفال فلسطين وإعطائهم حقوقهم كما أطفال العالم كافة.
أم أحمد (47 عامًا) والدة ضحى، تأثرت كثيرًا بما جرى مع طفلتها ووقوف الحصار حائلًا أمام حلم كانت تحلم به على مدار سنوات عدة، فتقول حينها: "حصار غزة وإغلاق معابرها مؤثر سلبي وعائق أمام أي مواهب فيها".
وتضيف لصحيفة "فلسطين": "أصعب شعور حين تكون تنتظر أن توصل صوتك للعالم لكن يأتي من المنع من أسباب خارجية وهي تضييق الخناق على القطاع المحاصر أصلًا".
وتحكي عن ضحى أن لديها موهبة في إلقاء الشعر منذ طفولتها وهي المُساعد الأول لها على ذلك، لا سيما في الوصول إلى مؤسسات تُعنى بتنمية مواهب الأطفال.
وتوضح أن مؤسسات عدة في غزة أعطت أملًا لضحى بالسفر وتمثيل فلسطين في الخارج، لكنّ ذلك يواجه مصاعب الحصار، مُعربةً عن أملها أن تحمل الأيام القادمة في طياتها الخير لابنتها ولجميع أطفال فلسطين الموهوبين.
وتطالب أم أحمد كل المؤسسات المعنية بالطفولة في الداخل والخارج، بضرورة الاهتمام بأطفال فلسطين، لكونهم محرومين من أبسط حقوقهم، لكنّهم متميزون ومبدعون في مجالات مختلفة.
ويحتفل العالم في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، باليوم العالمي للطفل.
وتنص اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1989، على الحقوق السياسية والمدنية والثقافية والاقتصادية للأطفال، إضافة إلى مراقبة تنفيذ البنود الواردة في الاتفاقيَّة من لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة التي تضمُّ أعضاء من كلِّ دول العالم.