قال الخبير الأمني والعسكري المتقاعد يوسف الشرقاوي: إن المساعدة الأمنية الأمريكية المقدمة لأجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية المحتلة "غامضة" من حيث قدرها المالي، مبينًا في الوقت نفسه أن واشنطن تعد أنها تندرج تحت بند ما تسميه "الإرهاب".
كلام الشرقاوي لصحيفة "فلسطين" يأتي بعد أن تداولت وسائل إعلام عالمية ادعاء السلطة الفلسطينية رفضها منذ الخميس الماضي المساعدات الأمنية الأمريكية المقدمة لها.
لكن وسائل إعلام عالمية تقدر قيمة المساعدة الأمنية الأمريكية بنحو 60 مليون دولار أمريكي.
وأوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعدات بمئات الملايين من الدولارات لمنظمات إنسانية ووكالات تابعة للأمم المتحدة تقدم المساعدة للفلسطينيين في إطار ما تسمى "صفقة القرن".
وقال الشرقاوي: كان الأحرى بالسلطة الفلسطينية أن تُعرِّف ما معنى ما يسمى "الإرهاب" الذي تشترط المساعدة الأمنية الأمريكية مكافحته، مضيفًا أن هذا الإرهاب واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن من حق أي متتبع للسياسة الفلسطينية وأي مواطن أن يسأل السلطة ما "الإرهاب" الذي كانت تتلقى المساعدة الأمنية الأمريكية لمكافحته، إذا كان الإرهاب الإسرائيلي لا يُكافح؟
وعن "غموض" هذه المساعدة، أوضح أن ذلك يعود إلى عدم وجود شفافية في أجهزة الأمن العالمية، ولذلك يبقى المبلغ المتعلق بهذه المساعدة "لا يخضع للمساءلة والشفافية".
ونبه إلى أن موضوع المساعدة الأمنية الأمريكية من أساسه، غير منطقي ولا طبيعي، لأن الشعب الفلسطيني أول ضحية للإرهاب المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي منذ 1948 حتى يومنا هذا.
وتواصل السلطة الفلسطينية في رام الله التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي رغم الرفض الوطني الواسع لهذه السياسة.
وينص اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير و(إسرائيل) سنة 1993 على إنشاء لجنة مشتركة للتنسيق والتعاون الأمني، الذي سبق أن وصفه رئيس السلطة محمود عباس بأنه "مقدس"؛ على حد زعمه.