كالعادة، ضمن السباق الانتخابي الإسرائيلي، سارع قادة الأحزاب الإسرائيلية إلى الترويج والإعلان عن مخططات القتل والاستيطان في أراضي الفلسطينيين.
أحد هذه الإعلانات يعود لعضو حزب الليكود يؤاب غالانت، يتعهد خلالها ببناء مدينة استيطانية لـ"الحريدم" جنوب مدينة قلقيلية.
ويقول "غالانت" في إعلان فيديو حول المدينة الاستيطانية: "هذا الحلم سيتحول إلى حقيقة".
وبحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، فإن مخطط المدينة القريب من مستوطنة "غوش دان" سيستغرق بناؤه خمسة أعوام، فوق 200 دونم من أراضي قلقيلية وسلفيت، مشيرة إلى أن المدينة بحاجة إلى 600 دونم أخرى.
وقالت الصحيفة العبرية إن هذا المشروع الاستيطاني سيقطع التواصل بين محافظتي قلقيلية وسلفيت. وسيتم إقامته على حساب الأراضي الفلسطينية وتحديدا الأراضي الواقعة ما بين كفر قاسم حتى أراضي عزون عتمة وبيت أمين ومسحة وبديا والزاوية.
وقال المواطن جهاد طه (45 عاما): الجدار العنصري دمر حياتنا وأصبحنا في قرية عزون عتمة بين عدة جدران تفصلنا عن حدود مستوطنة (شعاريات تكفا) التي أقيمت على أراضينا وأراضي قرية سنيريا.
وأضاف طه لصحيفة "فلسطين": إقامة مستوطنة جديدة تعني ضم المستوطنات الأربعة، وما بينها من أراضي القرى الفلسطينية، ما يعني أن "قرانا ستصبح كجزر في بحر الاستيطان".
وأكد أن المستوطنات الإسرائيلية سرقت أراضي ومياه وخيرات شعبنا، وعرقلت حياتهم اليومية، وفاقمت من معاناتهم بسبب الوجود العسكري لجيش الاحتلال وتصاعد جرائم المستوطنين.
إقامة المدن
ونبه المختص في شؤون الاستيطان، محمد زيد، إلى أن المخططات الإسرائيلية انتهجت سياسة إقامة المدن الاستيطانية لجلب المستثمرين والمستوطنين بأعداد مضاعفة.
وقال زيد لصحيفة "فلسطين": "كلمة مستوطنة لا تحقق المصالح الاستيطانية الكبرى، بينما مدينة استيطانية تعطي للمستوطنة القائمة قيمة تجارية واقتصادية وسياحية".
وحذر من سياسة تجميع المستوطنات القريبة جغرافيا على شكل مدن استيطانية، وخطورة ذلك على الفلسطينيين وأراضيهم وحياتهم اليومية.
وأوضح أن المخططات الاستيطانية المتصاعدة ستؤدى في نهاية المطاف إلى تقسيم الضفة الغربية، وقطع طرقاتها، الأمر الذي سيجبر المواطنين على سلوك طرق وعرة أو أنفاق أرضية.
وأكد زيد أن إقامة مدينة استيطانية جنوب قلقيلية، هدفه تعزيز الاستيطان وأعداد المستوطنين، وربطهم لاحقا بالسيادة الإسرائيلية.
وبحسب المختص، فإن سلطات الاحتلال صادرت سابقا 40 ألف دونم من محافظة قلقيلية، وحظرت 30 ألفدونم داخل وخارج ما يسمى بـ"الخط الأخضر" (الفاصل بين الضفة والأراضي المحتلة عام 48).
من جهته، أوضح رئيس بلدية عزون، وجدي سليم، أن المدينة الاستيطانية الجديدة ستربط مستوطنة "الفيه منشه" وباقي المستوطنات بمستوطنة "آريئيل"كبرى مستوطنات الضفة الغربية.
وذكر سليم لصحيفة "فلسطين" أن المدينة الاستيطانية الأولى شمال الضفة الغربية، وسينجم عن هذا الربط الاستيطاني لكل التجمعات الاستيطانية في المنطقة، عزل كامللشمال الضفة الغربية عن جنوبه.
وقال: لن يكون هناك أي نوع من التواصل الجغرافي أو المواصلات بين التجمعات الفلسطينية التي سيزداد حصارها.