قائمة الموقع

ART كتب مصنوعة بحب لذوي الاحتياجات الخاصة

2019-02-02T08:08:42+02:00

بأجمل الألوان وأفخم الأدوات استطاعت المهندسة عبير نافذ الهمص تحويل شغفها وحبها الكبير للأشغال اليدوية إلى عمل حقيقي يستفيد منه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، والذين يعانون من صعوبات في التركيز والتعلم، وأطفال طيف التوحد.

مهمة ربما لم تكن المهندسة المدنية عبير تعي أنها ستنفذها يومًا من الأيام؛ فجل ما كانت تسعى إليه هو صناعة بعض الأشغال اليدوية التي كانت تستهويها، وتقضي الكثير من وقتها في تنفيذها.

وبينت في حديث لـ"فلسطين" أنها كانت تحب استعمال مادة الجوخ في الأشغال اليدوية، لأنها مادة مميزة وغير منتشر استعمالها، وتختلف عن غيرها من الخامات الأخرى في توافرها وسهولة التحكم بها من حيث القص والتفصيل.

وقالت الهمص: "بدأت بصنع أشياء خاصة ببيتي، ولم أكن حينها قد أنجبت، ولكن نظرًا لحبي الكبير لكل ما يتعلق بالأطفال منذ أن رزقني الله ابني الوحيد بعد عشر سنوات انتظار أحببت أن أصنع كل شيء مميز له".

وأضافت: "كنت أعرض كل ما أصنعه على أختي، التي لاحظت أن الكتب التي أعدها لابني الصغير تفيد الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم والتركيز، أو يعانون طيف التوحد".

وأشارت الهمص إلى أن أختها طلبت منها إعداد كتاب لإهدائه إلى مدرسة آفاق للتربية الخاصة في محافظة خان يونس نسخة تجريبية، لافتةً إلى أن المدرسة قبلت الكتاب، وتجاوب الطلاب بمختلف مستوياتهم مع الأنشطة الموجودة فيه.

وبينت أن ردود الفعل على هذا الكتاب كانت رائعة، خاصة أن التقدير جاء من وزارة التربية والتعليم التي زارت المدرسة واطلعت على الكتاب، وطلب من عبير بعد ذلك إعطاء دورات لطلاب التربية الخاصة لإعداد مثل هذه الوسائل والكتب.

وذكرت الهمص أنها بعد ذلك بدأت تعرض أعمالها على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة موقع (فيس بوك) الذي فتح لها آفاقًا كبيرة، وجعل لها تواصلًا أكبر مع فئات عديدة من المجتمع، خاصة الأمهات اللواتي يعاني أولادهن مشاكل في التركيز والفهم.

ولفتت إلى أن الكتب التي كانت تصممها ملائمة لهذه الحالات إذ يصبح من السهل على الوالدين إيصال المعلومة بطريقة مناسبة ومبسطة تلائم حالة كل طفل، منبهةً إلى أنها قبل تصميم أي كتاب تتواصل مع الأهل لمعرفة طبيعة حالة الطفل حتى تضع الأساليب والتجارب المناسبة لكل حالة.

وأضافت الهمص: "بعد ذلك أصبح لدي مشروعي الخاص، وبدأت أنجز الوسائل التعليمية الخاصة بالكبار، وهدايا، وألعابًا، وديكورات كلها مصنوعة من مادة الجوخ، وهو ما جعل لأعمالي ميزة خاصة".

وتابعت: "مادة الجوخ تتميز عن الورق أو الفوم أنها متينة، ومن الصعب تمزيقها، ولا تؤذي الأطفال، ويمكن غسلها، وبذلك هي أكثر أمانًا للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة".

ومن الأنشطة التي يحتويها الكتاب –حسبما ذكرت الهمص- أنشطة بسيطة كتمييز للأشكال والأحجام والألوان، وأنشطة تساعد على تقوية عضلات اليدين، وغيرها من الأنشطة التي تزيد التركيز والمقارنة.

وأشارت إلى أن الكتاب الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة كل صفحة يمكن تثبيتها أو فصلها، إذ يكون بإمكان المدرسة في الفصل توزيع الأنشطة على الطلاب، كل حسب المهارة التي تحاول تطويرها عنده.

ونبهت إلى أنه لو كان الكتاب خاصًّا بطفل وحده في البيت يصمم الكتاب على هيئة كتاب عادي، وتكون صفحاته مثبتة، وعدد الأنشطة يكون أقل، وتناسب حالة وسن الطفل الذي صنع الكتاب له.

وذكرت الهمص أن ردود الأفعال على الكتب التي أنجزتها كانت رائعة، إذ وجد الأهل الكثير من التجاوب من أطفالهم، وهو الأمر الذي جعلها تسوّق هذه الكتب عبر (فيس بوك) ونشرها ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأفادت أنه نظرًا إلى هذا النجاح الذي وجدته، ورغبتها في تحويل الأمر إلى مشروع؛ قدمت فكرتها وما بدأت به لمشروع رياديات، الذي حصلت من طريقه على منحة ساعدتها على تطوير المشروع وتكبيره.

واستدركت: "إلا أن هذا المشروع تواجهه مشكلة التكلفة العالية التي قد تتحملها مؤسسات التربية الخاصة ثمنًا لهذه الكتب؛ فمادة الجوخ المستعملة في إعداد الكتاب غالية السعر، وهو ما يشعر به أصحاب هذه المؤسسات عند طلبهم أعدادًا كبيرة من الكتب".

وبينت الهمص أن هذه المشكلة لا يشعر بها الأهل، إذا أرادوا كتابًا أو كتابين لطفلهم، الذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فيكون سعرها في متناول اليد.

اخبار ذات صلة