فلسطين أون لاين

​"أمان منصور" تواجه أساليب مخابرات الاحتلال للضغط على زوجها الأسير

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ خضر عبد العال:

تستخدم سلطات الاحتلال كافة أساليب الضغط والتنكيل بعوائل الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، لتكون ورقة ضغط على الأسرى تجبرهم على الاعتراف بالتهمة التي تجهزها المخابرات الإسرائيلية لهم في محاولة لزجهم في هذه السجون أكبر قدر ممكن من السنين.

وتروي المحامية أمان منصور (24 عاماً) وهي ابنة القيادي في حركة حماس الشهيد جمال منصور، أنه في مطلع يناير الجاري اعتقل الاحتلال زوجها أمير (25 عاماً) دون أن يوجه له أي تهمة.

ويعمل أمير في بيع ملابس الأطفال في أحد المحال التجارية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

تقول منصور، أنه بعد 20 يوماً من اعتقال زوجها في مركز تحقيق الجلمة، اتصل ضابط المخابرات على هاتفها الشخصي ليخبرها بضرورة حضورها لمعسكر حوارة جنوب نابلس، إذا أرادت زوجها والحديث إليه.

لعلم أمان منصور أن الاحتلال يحاول ابتزاز زوجها والضغط عليه بحضورها، قالت أمان للضابط الإسرائيلي: "ما بدي أشوفه، وإذا بدكم إياني عنواني معروف، ولن أحضر إلا باستدعاء قانوني".

مرّ يوم على هذا الموقف، وقبل بزوغ فجر الاثنين 21 يناير الماضي، كسرت قوة خاصة تابعة للاحتلال باب منزل عائلة منصور في مدينة نابلس -حيث تقطن أمان مؤقتاً لحين تحرر زوجها- ثم طلب الضابط المسؤول هويات من هم داخله، فأسرعت أمان بالتصدي له ثم قالت: "هوياتهم لا تعنيك، أنت تريد الحديث معي، وهذه هويتي".

وأخضع الضابط زوجة أمير لاستجواب ميداني امتد لنحو ساعة وكانت جميع الأسئلة تتمحور عن حياتها الشخصية مع زوجها، تضيف: "شعرت من طبيعة الأسئلة عدم وجود قضية حقيقية للحديث عنها"، ثم طلب مفاتيح السيارة الخاصة بها بذريعة تفتيشها، وبعدما دار نقاش حاد أمر الضابط المسؤول باستدعائها.

ولفتت منصور إلى أن زوجها وهو طالب في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، لم يستطع إنهاء دراسته في درجة البكالوريوس بسبب اعتقالاته المتكررة لدى الاحتلال والبالغ عددها نحو ثلاث سنوات.

خرجت منصور من المنزل فوجدت سيارتها قد تم تحريكها من مكانها بفعل قوات الاحتلال، فاعترضت عن سبب تحريكها وتحدثت مع ضباط الاحتلال بحزم، فرد عليها أحد الضباط بالقول: "السيارة كانت لك، والآن أصبحت ملك للمخابرات الإسرائيلية".

وتضيف منصور قولها: "في هذه اللحظات كان الاحتلال قد اصطحب زوجي أمير معه في الدورية التي جاءت إلى منزلي، وألبسوه زي الجيش للتأثير على معنوياته بمشهد اعتقالي.

في تلك اللحظات صرخ أمير من داخل الجيب العسكري ونادى على زوجته قائلاً: "أمان.. أنا أمير"، ثم سمعت صوت اعتداء بالضرب عليه، فما كان من أمان إلا ترديد قول الله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).

بعد هذا المشهد نقل الاحتلال أمان داخل الجيب العسكري لمعسكر حوارة، خضعت لتحقيق امتد لنحو ثلاث ساعات، وكانت الأسئلة عن حياتها الاجتماعية مع زوجها، وخلال التحقيق كان أحد الجنود يصوّر بكاميرا فيديو، فصرخت في وجهه ثم قالت: "تريد تصويري لتضغط على أمير، لن أسمح لك بذلك" ثم احتد الموقف وأمر الضابط بوقف التصوير.

وتردف منصور بالقول: "بعد ذلك هددني الضابط بنقلي لمركز الجلمة، فقلت له (لا توجد عليَّ أي تهمة)، فرد (أستطيع اختلاق أيّ تهمة تُبقيك في السجن مدة طويلة)، وبعدها سألني هل تريدين العودة إلى المنزل، أو الذهاب لرؤية زوجك، فطلبت العودة للمنزل".

وتؤكد المحامية أن الاحتلال يستخدم مثل هذه الأساليب بهدف الضغط على الأسرى الفلسطينيين والنيل من عزيمتهم، والإقرار باعترافات لا علاقة لهم بها.

كما تشير إلى أن الاحتلال بات يستخدم هذا الأسلوب مع زوجات أو أمهات الأسرى في رسالة أنه قادر على فعل ما يريد للأسرى دون الاكتراث لكافة القوانين الدولية الخاصة بحماية الأسرى والمدنيين.

وتتمم منصور حديثها برسالة لزوجات الأسرى أنه يتوجب عليهن أن يكنّ سندًا لظهور أزواجهن، وأن يحافظن على معنوياتهم، عند التعرض لألاعيب الاحتلال وأساليبه.