عدّ القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس بالضفة الغربية المحتلة حسن يوسف، شروع رئيس السلطة محمود عباس في تشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، يغلب عليها اللون الفتحاوي، تساوقًا مع الرؤية الإسرائيلية الداعمة لفصل الضفة عن قطاع غزة، وهو ما تسعى إليه خطة الإدارة الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن".
وأكد يوسف في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس، أن تشكيل حكومة جديدة دون توافق مع الفصائل الفلسطينية وعدم مشاركة قوى سياسية فلسطينية وازنة فيها، "أمر غير مقبول وطنيًّا، وستكون هذه الحكومة من لون واحد فقط".
وأضاف أن الحكومة الجديدة التي قالت فتح إنها ستتشكل من بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ستقود إلى تعميق الانقسام الداخلي وتزيد الفلسطينيين بعدًا عن دائرة المصالحة المأمولة.
وأول من أمس، قدم رئيس الحكومة رامي الحمد الله، استقالته إلى رئيس السلطة محمود عباس، وقال إن حكومته تضع استقالتها تحت تصرف عباس وهي مستمرة في أداء مهامها إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
ورأى القيادي في حركة حماس، أن معالجة الوضع الفلسطيني يتطلب البدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية تحمل الهم الفلسطيني وتشرف على إجراء انتخابات شفافة ونزيهة.
وشدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وعقد لقاء قيادي فوري للفصائل التي ستشارك في المنظمة، لوضع خطوات وإستراتيجيات جديدة تقوم على أساس التمسك بحقوقنا ودفاع شعبنا بكل الوسائل.
وحذّر النائب في المجلس التشريعي من مخاطر حل "المجلس" بقرار من اللجنة الدستورية التي شكلها رئيس السلطة بشكل غير قانوني، بما يؤثر في ملف القدس بشكل مباشر.
وقال يوسف: إن الاحتلال قد يحول دون مشاركة القدس في أي انتخابات فلسطينية قادمة بسبب حل المجلس التشريعي.
واستشرف أن إجراء الانتخابات التشريعية بعيدًا عن مدينة القدس وقطاع غزة، يسهم في مزيد من الانقسام السياسي، بما يضيف مأساة كبيرة على شعبنا وهذا أمر خطير جدًّا على قضيتنا وهو يتساوق مع الرؤية الإسرائيلية بفصل الضفة عن غزة والقدس.
حوارات موسكو
وفي سياق آخر، وبشأن دعوة روسيا لوفد من الفصائل الفلسطينية لزيارة موسكو للتشاور في تحقيق المصالحة، أكد أن حماس مع أي دعوة من أجل المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والبدء بانتخابات فلسطينية شاملة تكون من خلال توافق فلسطيني، مشددًا على أن حركته سترضى بما تفرزه صناديق الاقتراع.
وفي ملف آخر، رأى أن الاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة بالضفة الغربية على خلفية سياسية أو مقاومة الاحتلال، أمر مرفوض بشكل كامل لأنه يضر بقضيتنا ويؤثر في تماسك نسيجنا الفلسطيني، داعيًا إلى وقف تلك الاعتقالات نهائيا وفتح المجال أمام شعبنا للدفاع عن حقوقه.
وبشأن قرار سلطات الاحتلال عدم التجديد لبعثة المراقبين الدوليين في الخليل، رأى فيها القيادي في حماس فرصة لتمرد السلطة الفلسطينية على اتفاقية "أوسلو" ونفض يديها من هذه الاتفاقية التي أثبتت فشلها، وخسر الشعب كثيرًا بسببها.
وتابع أن من الجيد أن تلتقط السلطة هذه الفرصة وتلتفت للم الشمل الفلسطيني.
ونبه إلى أن سلطات الاحتلال تدير ظهرها لكل الاتفاقيات الدولية مع السلطة وتعدّ أن لها اليد العليا في أخذ القرارات دون التقيد بتلك الاتفاقيات، مستدلًّا على ذلك بأن الاحتلال ومنذ ما يزيد على أكثر من 22 عامًا يهود القدس ويصادر أملاك الفلسطينيين وأراضيهم ويرحل سكانها فضلًا عن مساعي تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا.
وأضاف يوسف أن القدس تواجه معركة جديدة وكبيرة ضد أملاك الغائبين والمنازل التي لا تسمح بلدية الاحتلال بترخيصها وهي ما يقارب 40 ألف وحدة سكينة يحاول الاحتلال السيطرة عليها تحت حجج غير مشروعة.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تحاول ضم المدارس التعليمية في القدس لإدارتها، بما يجعل من الطلبة الفلسطينيين مجبرين على التقيد بالمناهج الإسرائيلية وبالتالي سيكون هناك اختراق ثقافي في المناهج الفلسطينية.