قائمة الموقع

رنا زيادة.. "سفيرة غزة" ضمن أفضل 50 معلمًا بالعالم

2019-01-27T13:38:23+02:00
صورة أرشيفية

"لا تدع الصعوبات تقلقك فقضيتك عظيمة جدًا لدرجة أن نقاط ضعفك لا تستطيع تدميرها"، إحدى المقولات المأثورة عن الإرادة والتحدي، جسّدتها المُعلمة الفلسطينية من قطاع غزة رنا زيادة (39 عامًا) التي كانت أحد أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.

لم يكن يخطر ببال زيادة، معلمة الرياضيات التي تعمل في سلك التعليم منذ 14 عامًا، أن تكون إحدى الفائزات بهذه الجائزة التي تقدمها مؤسسة "فاركي" البريطانية لتسليط الضوء على قضايا المعلمين والصعوبات التي يواجهونها.

زيادة هي مُعلمة في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات بمدينة غزة، متزوجة ولديها أربعة أطفال، وقد تخرجت في جامعة الأزهر كلية العلوم قسم رياضيات/ حاسوب، ثم حصلت على دبلوم تأهيل تربوي، وتُكمل حاليًّا دراسة الماجستير في الجامعة الإسلامية تخصص "مناهج وطرق تدريس رياضيات".

بادرت زيادة للتقديم في هذه المسابقة بنسختها الثالثة فور الإعلان عنها، لكونها تُركز على القصص المُلهمة للمعلمين كلٌ في بلده، وتمكن من تحقيق إنجاز خاص به، وفق حديثها مع صحيفة "فلسطين".

وتقول: إنها تقدمت بطلب للمسابقة وشرحت فيه قصة المعلم الفلسطيني بشكل عام، والصعوبات التي يعيشها في ظل الحصار الخانق على قطاع غزة منذ أكثر من 12 سنة، والحروب الاحتلالية العدوانية التي تعرض لها بين 2008 و2014.

وأثبتت زيادة من خلال مشاركتها أن المعلم الفلسطيني لديه القدرة على التواصل مع العالم الخارجي رغم الحصار الإسرائيلي الخانق، حسب كلامها، واصفةً في الوقت نفسه المسابقة بـ"الرائعة جدًا".

مراحل الالتحاق

ثلاث خطوات مرّت بها المعلمة زيادة ما بين تسجيلها في المسابقة إلى حين فوزها، موضحة أن المرحلة الأولى كانت تعبئة طلب الترشح الصعب كما تصفه، مضيفةً: "الصعوبة كانت هي توصيل كل المعلومات عن المعلمين والتحديات التي يمرون بها".

والمرحلة الثانية هي عملية فرز أسماء المتقدمين للمسابقة، علمًا أنه تقدّم لها أكثر من 10 آلاف مُعلم من جميع أنحاء العالم، حسب حديثها.

أما المرحلة الثالثة فكانت المقابلة الشخصية مع المؤسسة البريطانية عبر برنامج "سكايب" التي يتم خلالها توجيه مجموعة من الأسئلة، من أجل إعطاء التقييم النهائي.

وتنبه زيادة إلى أن توقيت مقابلتها للمؤسسة البريطانية، ترافق مع قصف مقر فضائية الأقصى خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

صمتت قليلًا في تلك اللحظات، فأصابتها حالة من الارتباك، لكنّها أسمَعت ذاك الصوت القوي للأشخاص الذين يقابلونها من المؤسسة البريطانية فتُشير لهم "ذاك القصف هو جزء من المعاناة التي يعيشها المُعلم الفلسطيني وكل أطياف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

انقضت مرحلة التسجيل الأخيرة، لكنّ شعور القلق والانتظار على النتيجة ظلّ يراود الغزية الثلاثينية، فتارة تتفقد بريدها الإلكتروني وأخرى هاتفها المحمول، حسب ما تقول.

"مبارك.. تم اختيارك ضمن أفضل 50 معلمًا"، هذه هي الرسالة التي وصلتها عبر بريدها الإلكتروني وأطفأت نار الانتظار والقلق لديها، "كانت لحظات فرحة كبيرة بالنسبة لي"، تضيف زيادة.

لحظات الانتظار لم تنتهِ بعد لديها، فهي تنتظر حاليًا الإعلان عن أفضل 10 معلمين على مستوى العالم في منتصف الشهر القادم، وصولًا لاختيار أفضل معلم في 24 مارس/آذار القادم.

وتتابع زيادة أن "فاركي" البريطانية أطلقت عليها لقب "السفيرة" في فلسطين، لكونها الأولى التي تفوز من قطاع غزة، والرابعة على مستوى فلسطين ككل، ووجهت لها دعوة خاصة لحضور المؤتمر الخاص بالإعلان عن الفائزين.

وتُهدي فوزها لكل فلسطين ولمعلميها بشكل خاص لأنهم جميعًا يواجهون تحديات وصعوبات كبيرة ويستحقون أن يفوزوا بمثل هذه الجوائز، مُعربةً عن أملها أن يُشارك معلمون أكثر في تلك المسابقة ومسابقات عربية أخرى.

وتختم بالتأكيد على أن واقع التعليم في قطاع غزة "صعب جدًا" في ظل اشتداد الحصار والصعوبات والتحديات التي يواجهها، في ظل محاولات الاحتلال استهداف التعليم والمدارس.

اخبار ذات صلة