قائمة الموقع

حكاية فوز مقدسية بالمسابقة الوطنية للبحث العلمي

2019-01-27T13:33:33+02:00
أبرار جاموس

حكاية متعددة المحطات وراء حصول الباحثة أبرار جاموس (27 عاما) من بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، على المركز الأول في المسابقة الوطنية الأولى للبحث العلمي "الطالب الباحث" التي نظمتها وزارة التربية والتعليم العالي لطلبة الماجستير والبكالوريوس في مختلف الجامعات الفلسطينية.

وبعدما أنهت "جاموس" دراستها لدرجة البكالوريوس تخصص "صيدلة" من جامعة القدس في 2014، لم تجد فرصة عمل مناسبة، لكن شجعها والداها على مواصلة دراستها العليا، وخوض مرحلة الماجستير التي أنهتها خلال 2018 تخصص "كيماء حيوية وأحياء جزيئية" من جامعة القدس.

وحملت رسالة الماجستير لهذه الباحثة عنوان "تنظيم نسخ جينات (TET) في سرطان الثدي"، حيث افترضت في دراستها أن جين (TET) مثبط للسرطان، حيث وجدت أن نسخة (Transcription) في خلايا سرطان الثدي يقل، ما دفعها لدراسة العوامل المؤثرة على عملية نسخه، مثل الهرمونات وغيرها من الآليات التنظيمية في الخلية.

أما عن نتائج البحث التي وصلت إليها فإنها ستساعد في فهم طبيعة وعمل هذه الجينات في سرطان الثدي، حسبما تذكر لصحيفة "فلسطين".

"بحمد الله حصلت على المركز الأول في هذه المسابقة ضمن الأبحاث العلمية التي قدمها الزميلات والزملاء" تقول الباحثة العشرينية.

وعن العوامل المشجعة لها خلال رحلتها العلمية، تضيف: "الفضل لله أولاً وأخيراً، ثم لوالدي لأنهما شجعاني كثيرا على خوض مجال البحث العلمي بدايةً من الماجستير، ثم لمشرف البحث البروفيسور زيدون صلاح (وحاصل على شهادة الدكتوراة في بيولوجيا خلايا السرطان) الذي ما بخل علي من الناحية الأكاديمية والعملية حتى إنجاز البحث".

وتدرك "جاموس" أن البحث العلمي من شأنه رفع اسم فلسطين بين دول العالم المتقدمة، ما دفعها للاجتهاد والفخر أمام العالم أنها من فلسطين وأن الاحتلال سيفشل أمام إنجازات الباحثين الفلسطينيين.

ولا شك أن الطلبة الفلسطينيين خصوصا يواجهون معاناة كبيرة خلال حياتهم الدراسية لأن الاحتلال الإسرائيلي يتحكم بشكل شبه كامل في تفاصيل الحياة داخل المدن الفلسطينية المحتلة.

وتؤكد "جاموس" أن ثمة معيقات واجهتها خلال فترة دراستها، أبرزها تنغيص الاحتلال، فبحكم الموقع الجغرافي لجامعة القدس كونها قريبة من جدار الفصل العنصري، "كثيراً ما تحدث مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والاحتلال الذي يطلق تجاههم قنابل الغاز ما يؤدي لاختناق الطلبة داخل المباني".

وتروى الباحثة فصول معاناة أخرى واجهتها، بقولها: إنها في إحدى المرات كانت وزملاءها يجرون تجربة علمية ويريدون نقلها من المختبر لمكان آخر، إلا أن الاحتلال أغلق الطريق لساعات ما أدى لموت الخلايا وفشل التجربة.

وتذكر أن هناك قلة في الموارد اللازمة خلال التجارب العلمية، فحسب الاتفاقيات الموقعة مع سلطات الاحتلال لا يسمح بإدخال كافة المواد المطلوبة لإجراء الأبحاث العلمية.

لكنها رغم ذلك تضيف: "سنتحدى كافة المعيقات التي تواجهنا وسنرفع اسم فلسطين عالياً".

كما توجه رسالة لجميع الطلبة والباحثين تحثهم من خلالها على إنجاز الأبحاث العلمية كونها ضرورية على أصعدة عدة، أبرزها: نشر الباحث اسم فلسطين في أرجاء العالم، عدا عن أن الاستثمار في الأبحاث العلمية من شأنه جني الكثير من الأموال، وقبل كل ذلك ابتغاء الرفعة والمكانة العالية من المولى عز وجل؛ وهو ما تكمل به الباحثة الفائزة حديثها.

اخبار ذات صلة