قائمة الموقع

ولاء سلامة.. شابة من خان يونس تتفوق على أطباء من 8 دول

2019-01-27T13:29:07+02:00
د. ولاء سلامة

تدرك الطبيبة الغزِّية ولاء سلامة، جيدًا أنه لولا معرفتها بأهمية طب الأسرة واهتمامها الكبير به، لما نالت المركز الأول في هذا التخصص على خريجين من ثماني دول حول العالم.

وتقول سلامة التي تسكن في محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، إنها بذلت جهدًا كبيرًا لتعلم طب الأسرة بعد تخرجها من كلية الطب بجامعة أبو ديس فرع الأزهر بغزة، في 2009.

وبعد قرابة 10 أعوام وتحديدًا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حصلت سلامة على المركز الأول في برنامج دبلوم طب الأسرة الممول من حكومة اليابان.

وتفوقت ابنة مدينة خان يونس بذلك على أكثر من 100 خريج طب من ثماني دول.

ولم يتحقق هذا إلا لأنها كانت على دراية كبيرة بطب الأسرة، ذلك التخصص الذي أفنت وقتًا كبيرًا في تعلمه ومعرفة كل شيء عنه.

وتقول إنها لم تشارك في فعاليات دولية تتعلق بطب الأسرة، لكنها حرصت على الانتظام في دراسة الدبلوم الذي عملت إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين على توفيره لعدد من موظفيها الأطباء.

وتضيف لصحيفة "فلسطين"، أن وفدًا أجنبيًا حضر لغزة وبصحبته أوراق الامتحانات، "وبعدما أنهينا تقديم الإجابات، أخذ الوفد أوراق الامتحان إلى بريطانيا، ومن هناك أعلنت النتائج، وحصلت على المركز الأول".

"الدنيا كلها لم تسعني يومها" قالت ولاء (33 عامًا)، محاولة وصف فرحتها في ذلك اليوم.

ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، هي المسؤولة عن تنظيم برنامج دبلوم طب الأسرة، ويهدف إلى تعزيز المهارات العملية والإكلينيكية لأطباء الوكالة بحيث تمكنهم من الإسهام في تحقيق هدف برنامج الصحة في "أونروا"؛ وهو "حماية صحة اللاجئين الفلسطينيين، وأعباء مرضية أقل".

ويتماشى برنامج طب الأسرة مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة 2015- 2030، وخاصة فيما يتعلق بضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.

وأمضت ولاء أوقاتًا طويلة في تتبع المحاضرات عبر الانترنت، والتي كان يقدمها أكاديميون أجانب.

وتتابع بأنها شغوفة جدًا بطب الأسرة، وهذا التخصص يحظى باهتمام عالمي، ولا تخلو مستشفيات الدول الأجنبية من مختصي طب الأسرة.

وكذلك هذا التخصص مهم بالنسبة للعائلات في قطاع غزة, كما تقول اختصاصية طب الأسرة.

تحدي العقبات

وتلفت إلى أن طبيب الأسرة، هو الذي يتعامل مع الجمهور الذي هو بحاجة إلى علاج، ويحدد أولا ما الذي يحتاجه المريض بعد عملية التشخيص الأولي، قبل أن ينتقل المريض إلى المستشفيات.

وتوضح أن تجربتها كانت واسعة ومفيدة لها بشكل كبير رغم أنها كانت تعتقد أن الموضوع صعب بفعل المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وانشغالها في عملها لدى "أونروا"، وابتعادها عن الدراسة لسنوات طويلة.

وتبين أن أسلوب الأكاديميين والمختصين الأجانب في التدريس كان ممتعًا ومشوقًا إلى أبعد الحدود في التعليم، وكان ذلك من أكبر المحفزات على فهم وتعلم المزيد عن طب الأسرة.

وتشير إلى أنها درست أحدث نظريات وقوانين الطب على مستوى العالم في هذا التخصص عبر التعلم عن بعد.

ومرت ولاء خلال دراسة دبلوم طب الأسرة بسلسلة عقبات، كانت أولها تتعلق بالظروف الحياتية بغزة وأزمة تكرار انقطاع التيار الكهربائي، وانشغالها بعملها لدى الأونروا في عيادة خان يونس، لكنها بذلت جهدها حتى تحقق انجازها هذا.

وشكرت الطبيبة الثلاثينية، وكالة الغوث، التي عملت على توفير برنامج دبلوم طب الأسرة، لأهميته الكبيرة في خدمة الجمهور.

وكان 15 طبيبًا من العاملين لدى "أونروا"، بدؤوا في يونيو/ حزيران 2017، بإلقاء محاضرات عبر الإنترنت إضافة إلى ورشات عمل مكثفة وجلسات تدريب عملية في مراكز الوكالة، الصحية تحت إشراف أربع مُدرسين على مدار 12 شهرًا.

اخبار ذات صلة