قائمة الموقع

​عن أي جمال نبحث: مظهر أم روح؟

2019-01-26T09:15:00+02:00

كم من جمال أتعب صاحبته وزوجها أيضًا!، فالجمال يذهب حينما يكون الجوهر فارغًا، بعيدًا كل البعد عن الأدب والاحترام والتخلق بآداب الدين الإسلامي، لذا إن الروح المزينة بالطيبات ستكون شريكة وأمًّا وأختًا وابنة لا يمكن الاستغناء عنها.

الداعية مصطفى أبو توهة قال: "لا نبالغ إذا قلنا إن الجمال اسم من أسماء الله تعالى (إن الله جميل يحب الجمال)، وهذا الجمال له آثاره الدالة فيما خلق (سبحانه وتعالى)، وهو ينقسم إلى جمال الظاهر وجمال الباطن، أو جمال المبنى وجمال المعنى، ويقينًا إن المرأة ينالها من هذا الجمال ما نال باقي الأكوان مما أسلفنا سابقًا".

وأضاف أبو توهة لـ"فلسطين": "وهو جمال يعبر عن نفسه في ميادين عديدة، حصرها الناس -ويا للأسف الشديد!- في جمال الظاهر، وإن يكن معتبرًا، لكنه ليس الجمال الذي نقصده، فكم من وجه صبوح يحمل في داخله مشاعر سلبية ونيات إجرامية!، والتاريخ شاهد على ذلك".

وبين أن المقصد هو جمال الباطن، مثل جمال العفة والنقاء، لاسيما إذا كانت هذه العفة مقرونة بجمال لا بأس به، ساعتها تكون هذه الفتاة على غاية من الجمال، لأنها تجمع بين الأضداد: جمال يغري بالفاحشة، والعفة المانعة صاحبتها من الرذيلة.

وذكر أبو توهة أن جمال العقل والعلم تشارك المرأة فيه الرجل جنبًا إلى جنب، فالجمال في الإسلام ليس رأسًا يقف عليه الرجل وحده، بل تزاحمه المرأة، وربما فاقته، وليس ذلك تجنيًا.

وتابع: "ولنا في بلقيس خير مثال إذ أنقذت مملكتها بما فيها من الرجال من شطب أو محو مؤكد من التاريخ والجغرافيا، حينما أشار عليها الرجال بتحكيم لغة السلاح؛ فتجلى جمالها في ذلك الاختبار بهدية، لتعرف طبيعة الرجل الذي تقف في مواجهته".

وأكد أن الجمال يعبر عن نفسه بعاطفة التدين الجياشة، فأجمع علماء النفس أن قوة التدين عند المرأة أكثر من الرجل، ثم هو جمال لا يمكن أن يخبره الرجال البتة، ألا وهو جمال الأمومة التي جعلها الله (تعالى) معيارًا لرحمته (عز وجل)، حين قال (عليه الصلاة والسلام): "لله أرحم بعبده من الأم بولدها".

وأشار أبو توهة إلى أن من فضاءات الجمال عند المرأة وفران المودة والرحمة آية الزواج (جعل بينهما مودة ورحمة)، فكم من رجل غدر بشريكة العمر وأم الأولاد بلا حساب لعواقب الأمور، وظلت الزوجة وفية وعلى العهد والميثاق!، حتى لو غادر هذا الشريك الحياة شهادة أو موتًا فإنها تبقى حاضنة لأولادها، في الوقت الذي يتزوج الرجل فور انقضاء العدة من وفاة شريكة العمر.

وختم بقوله: "خلاصة الأمر: ليس من المهم للرجل أن يتزوج امرأة يمكن أن يقضي العمر معها طولًا وعرضًا كيفما تأتي، إنما الأهم من ذلك أن يبحث الرجل عن امرأة شريكة للعمر لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يكون ذلك إلا بباقة من تلك الجمالات والكمالات الباطنة في المقام الأول، فإن صاحبها جمال الظاهر فحي هلا".

اخبار ذات صلة