فلسطين أون لاين

​البازيلاء المتسلقة مشروع إبداعي لمهندستين غزيتين

...
غزة/ صفاء عاشور

محاولتين مواكبة العالم في أنظمة الزراعة الحديثة، تمكنت مهندستان زراعيتان في قطاع غزة من تحقيق النجاح في زراعة البازيلاء بالطريقة المتسلقة، وهي من التجارب الأولى لزراعة البازيلاء بهذه الطريقة.

وفاء أبو طعيمة وولاء أبو شلفوف هما المهندستان القائمتان على هذا المشروع، الذي نفذ بدعم كبير من الكلية الجامعية، ووزارة الزراعة في غزة، ويهدف إلى تعزيز ثقافة الزراعة المعلقة.

ولا تختلف الزراعة المتسلقة في الدفيئات عن الزراعة في الحقل المفتوح، إلا أن النتائج من وراء الطريقة الأولى أفضل بكثير من حيث الإنتاج، وعدم إصابة النبات بالأمراض، وقدرته على مقاومة التغيرات الجوية.

أبو طعيمة التي تحدت من حولها وصممت على دراسة تخصص يراه الجميع حكرًا على الشباب نجحت في تنفيذ أول مشروع لها بمشاركة زميلتها في الدراسة ولاء أبو شلفوف، وها هي أبو طعيمة تحصد ثمار دراسة تخصص الهندسة الزراعية.

وقالت في حديث لـ"فلسطين": "إن رغبتي في إنجاح مشروع تخرجي الذي كان يتمحور حول زراعة البازيلاء المتسلقة امتداد لرغبتي التي راودتني قبل ثلاث سنوات لدراسة تخصص الهندسة الزراعية".

وأضافت: "أنا الآن أرى أني كنت على صواب؛ خاصة وأنا أرى كل يوم نجاح مشروع التخرج الخاص بزراعة البازيلاء المتسلقة، الذي يمهد لنشر هذه الثقافة بين مزارعي هذا المحصول وغيره من المحاصيل التي أثبت نجاح زراعتها بهذه الطريقة".

وأكدت أبو طعيمة أنه منذ بداية طرح الفكرة حتى بدء العمل بها كان هناك من يدعمها من: الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، التي وفرت لها دفيئة كاملة لزراعة محصول البازيلاء بها دون مقابل، ووزارة الزراعة التي لم تبخل بالإرشاد والتوعية.

وتابعت: "زراعة محصول البازيلاء بالطريقة المتسلقة جعلت النبات أكثر قدرة على مقاومة أمراض التربة والظروف الجوية، وهو ما ساهم في تحسين الإنتاج، وهو ما لوحظ من إنتاج الدفيئة المتوقع، الذي سيكون ضعفي ما ينتجه الدونم الواحد في الحقل المفتوح".

وبينت أبو طعيمة أنهم في المراحل الأخيرة للمشروع، وكل ما تبقى عليهم هو جني المحصول ومحاولة تسويقه في السوق المحلية، لافتةً إلى أنها ترجو أن تتكرر هذه التجربة مرة أخرى، خاصة إذا توافر الدعم والتمويل كما في المرحلة الأولى.

مدير الإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة المهندس نزار الوحيدي عرف الزراعة المعلقة بأنها مجرد عملية زراعية تطبق على المحاصيل القابلة للاستطالة أو التسلق، وتختلف عن الشكل التقليدي في الزراعة في أنها تتجه لأعلى عموديًّا لا أفقيًّا.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "طريقة زراعة المحاصيل بهذه الطريقة لها الكثير من المميزات، فإنها تزيد الإنتاج وتضاعفه ما لا يقل عن 3 أضعاف ما يزرع بالطريقة التقليدية، أيضًا النباتات تكون أكثر قدرة على مقاومة أمراض التربة والجو".

وأضاف الوحيدي: "الزراعة المتسلقة تجعل النبات بعيدًا عن الأرض؛ فلا يكون عرضة لملوثات التربة، ووجوده في دفيئة زراعية يبعده عن تقلبات الجو وآثارها الممرضة للنباتات".

وأشار إلى أن نظام الزراعة المتسلقة بدأ تطبيقه في الضفة الغربية ثم انتقل إلى قطاع غزة ثم انتشر بين المزارعين كثيرًا، خاصة بعد نجاح العديد من التجارب لعدد من المحاصيل الزراعية.

وبين الوحيدي أن تكاليف الزراعة المتسلقة قد تكون مكلفة في بدايتها، خاصة للمزارع الذي سيطبقها أول مرة إذ يحتاج إلى دفيئة زراعية، أما إن كان يمتلكها فلن تكون التكاليف المادية عليه كثيرة، وسيستردها بعد بيع أول محصول يجنيه.

ولفت إلى أن كثيرًا من المحاصيل تزرع بالطريقة المتسلقة في قطاع غزة، ومنها البطيخ، والشمام، والفراولة، والبازيلاء، وغيرها، معبرًا عن أمله في أن تنتشر هذه الثقافة بين مزارعي القطاع، لما لها من فوائد عديدة لهم.