قائمة الموقع

الجمعة الـ44.. الجماهير تواصل زحفها نحو الأراضي المحتلة

2019-01-26T07:12:58+02:00
أصوات سرينة مركبات الإسعاف لا تتوقف، كما الرصاص

أصوات سرينة مركبات الإسعاف لا تتوقف، كما الرصاص وقنابل الغاز التي عمت مخيم العودة وكسر الحصار (ملكة) شرق مدينة غزة، ورغم ذلك لم تترك الحاجة أم جهاد مكانها التي دأبت على الجلوس به منذ اليوم الأول للمسيرات الشعبية.

الستينية أم جهاد بدر كانت برفقة عدد من بناتها وأحفادها على مقربة من السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، وكعادتها في كل جمعة تشارك في مسيرات العودة دون ملل أو يأس رغم مرور 10 شهور على انطلاقتها.

وتحرص أم جهاد على الوصول مبكراً إلى مخيم العودة من خلال اتفاقها مع ابنها الذي يمتلك سيارة أجرة، ويخصص في كل جمعة وقتًا من عمله، لتوصيل والدته وعائلته إلى المخيم، وإعادتهم بعد انتهاء الفعاليات.

وتؤكد أن جلوسها قرب الأراضي المحتلة، رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن الفلسطينيين لديهم حق في أرضهم وقراهم المحتلة.

وتعتبر أم جهاد مشاركتها الأسبوعية في المسيرات الشعبية التي انطلقت في 30 مارس/ آذار العام الماضي، شكلا من أشكال مقاومة المحتل. وقالت: "لدينا نفس طويل في مقاومة هذا الاحتلال، رغم قوته وجرائمه".

وأضافت لمراسل صحيفة "فلسطين": سأستمر في المشاركة في مسيرات العودة في كل أسبوع، فوجودنا هنا هو تحدٍّ ويعكس صورة الصمود الفلسطيني، ولا خيار لنا غير ذلك.

وشارك في مسيرة العودة الكبرى، في جمعتها الـ 44 التي حملت عنوان "جريمة الحصار مؤامرة لن تمر عشرات آلاف المواطنين، يتقدمهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقادة الفصائل الوطنية والإسلامية.

وأمام المنصة الرئيسة للمخيم، طغى الإبداع على الفعاليات التي نظمتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إذ شاركت فرق رياضية مختلفة في عروض نالت إعجاب الحشود الجماهيرية.

وكانت أبرز العروض التي تجمع المئات حولها، عرض رياضة "الكونغ فو" من قبل عشرات الفتية، وهو ما يعكس تنوع فعاليات المسيرات ذات الإجماع الوطني.

وقرب السياج الفاصل، احتشد عشرات الآلاف من المشاركين، بشكل سلمي، أمام قناصة الاحتلال المتمركزين على سواتر اسمنتية ورملية.

ولا يمتلك المتظاهرون إلا أدوات سلمية تمثلت في حجارة، وأعلام فلسطينية، ولافتات تطالب بإنهاء الحصار، في المقابل واصل الجنود إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز على المشاركين العزل.

ولم تتوقف مركبات الاحتلال العسكرية السير بمحاذاة المتظاهرين الذين ينتشرون في خمسة مخيمات ممتدة شرق القطاع المحاصر إسرائيليًا.

ويطالب الفلسطينيون في مسيراتهم الشعبية، بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها، وكسر الحصار عن غزة، ورفضًا لصفقة "القرن" الأمريكية.

ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات بالرصاص الحي وقنابل الغاز السام ما أدى لاستشهاد أكثر من 260 مواطنًا،بينهم 11 شهيدا احتجزت جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 27 ألفًا آخرين.

كفاح متواصل

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أن شعبنا مصممٌ على انجاز آماله وطموحاته رغم ما يعانيه من آلام وحصار ظالم.

وقال حبيب، خلال مشاركته في مسيرة العودة، أمس، الحشد المهيب لشعبنا يثبت إصراره بالمضي قدما رغم الآلام والحصار، ويثبت أن شعبنا عظيم ومقاتل ومصمم على إنجاز طموحاته واسترداد كامل حقوقه.

وتابع: إن شعبنا لا يتسول من أحد، مشددا على ضرورة أن يقدم جميع الدول العربية والإسلامية الدعم المالي والمعنوي والسياسي له ولقضيته العادلة.

وأشار إلى أن رفض "الكل الوطني للمنحة القطرية، يعود لسلوك الاحتلال تجاه شعبنا والتفاهمات السابقة".

من جهتها، أكدت حركة الأحرار أن الحصار الإسرائيلي جريمة حرب ضد الإنسانية، ويجب أن ينتهي سواء بالإرادة الدولية أو بصمود شعبنا وتضحياته.

وقالت الأحرار، في بيان، أمس: إن الحصار يمثل عقابا جماعيا لأكثر من مليوني فلسطيني وهو وصمة عار على جبين الإنسانية. مؤكدة أن مسيرات العودة مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها.

وشددت على أن غزة ستبقى رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، ولن يكسر إرادتها الحصار والمؤامرات.

اخبار ذات صلة