قائمة الموقع

إعاقة عبد الله صنعت شخصية والدته

2019-01-25T16:58:24+02:00

سيدة راقية، مثقفة، والابتسامة تملأ وجهها، كننا ننتظر الحديث معها بمكتبها في أحد المراكز المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة، انتظرناها حتى انتهت من عملها لتبدأ الحديث معنا عن تجربتها في العمل مع هذه الفئة، وكيف كان ابنها عبد الله النواه الرئيسة لما وصلت إليه الآن.

نهال سعدة اختصاصية التربية الخاصة، إحدى المربيات المتفوقات في مجال العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، مر على عملها الكثير، ومع كل يوم كانت تتعلم، مع كل طفل كانت تغرس بداخله ما استطاعت أن تغرسه في طفلها.

نهال ابتلاها الله بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، معاناة لم تكن تتوقع أن تمر بها في أي يوم من أيام حياتها، وزاد الأمر صعوبة عليها أن كان هذا الطفل هو البكر لها، لتبدأ معه محنة تحولت إلى منحة بعد ذلك.

تقول سعدة: "بدأت معاناتي مع ابني البكر عبد الله في سن ثلاث سنوات، عندما أصيب بتشنجات كشفت أن لديه شحنات زائدة من الكهرباء في دماغه، وأنها ستذهب بعد ذلك عندما يكبر".

وتضيف: "مرت السنوات ودخل عبد الله الروضة والمدرسة حتى عادت إليه التشنجات إليه أكثر مما مضى في الصف الثالث، ليتوصل الأطباء بعد كشوفات عديدة أن عبد الله يعاني من قدرته العقلية ونسبة الذكاء التي لم تتجاوز 75%".

صدمة وبكاء مستمر وقلة حيلة ومشاعر قهر وجدت نهال نفسها تعيشها مع ابنها الذي لا تدري كيف تتعامل معه، مواقف عديدة كانت تواجهها بالصراخ على عبد الله الذي كان يرد عليها بالصراخ والبكاء.

هذه الظروف دفعت نهال لتقرر وضع حد لكل ما تمر به من تيه وفقدان لتأخذ قرارًا مصيريًّا، أن تدرس تخصص الاحتياجات الخاصة الذي يهتم بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة.

قرار ترى نهال أنه من أكثر القرارات صوابًا في حياتها، فمنذ بدأت دراستها هذا التخصص تشعر أنها كل يوم تحصل على معلومة توضح كيفية التعامل مع ابنها تبعدها عن أزمة أو مشكلة كانت ستمر بها، لو أنها بقيت على حالها.

أنهت نهال دراستها الجامعية التي درستها بشغف، وأصبحت أكثر إدراكًا لكيفية التعامل مع عبد الله وغيره من الأطفال، وأصبح أي قرار تتخذه فيما يتعلق بابنها نابعًا من فهم وإدراك لما بعده، وليس قرارًا تحكمه المشاعر والتجارب.

دراسة تخصص التربية الخاصة جعلت نهال بعيدة عن العصبية والزعل، والدموع توقفت عن زيارة جفونها؛ فهي الآن شخص يختلف عن نهال التي لم تكن تدرك كيف ستواجه العالم، ومعها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تقول: "تغيرت كثيرًا وأصبحت أكثر هدوءًا، وصرت أقوى ولدي القدرة على تحمل الكثير من المشاكل التي قد تواجهني في حياتي، ولمست أني أصبحت أكثر نضجًا وإنسانية في التعامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم".

وتضيف: "انعكس هذا الأمر على أسلوبي في التعامل مع عبد الله، جعلته طفلًا اجتماعيًّا بدرجة كبيرة، ولديه شخصية يحبها من حوله، خاصة إخوته الأصغر منه، ولديه كثير من الأصدقاء؛ فهو في النهاية طفل كأي طفل آخر لا يختلف عنهم بشيء".

اخبار ذات صلة