توعد المختار فريد الجعبري (71 عاما)، الذي يعد مرجعية العشائر في الخليل، بمحاسبة وزير الحكم المحلي في حكومة رامي الحمد الله، حسين الأعرج، مؤكدا أن الأخير يقصده في تصريحات انتشرت على نطاق واسع، قال فيها: إن الذي يقود الحراك المناهض لقانون الضمان الاجتماعي في الخليل "شخص يسكن في (مستوطنة) كريات أربع" شرق المدينة؛ على حد زعمه.
ووصف الجعبري، في حديث مع صحيفة "فلسطين"، الأحد 20-01-2019، هذا القانون الذي أقره رئيس السلطة محمود عباس، بأنه "أكبر سرقة في تاريخ العالم".
وقال الجعبري الذي يكنى "أبو خضر": "حقنا لن نتركه لا عند حسين الأعرج ولا عند غيره سواء قانونيا أو عشائريا أو ميدانيا"؛ على حد قوله.
والمختار الجعبري، من عائلة عريقة تسكن في الخليل منذ آلاف السنين. والسبت الماضي 19-01-2019 شارك آلاف المواطنين في وقفة احتجاجية على تصريحات الأعرج.
وتابع: أنا لا أتنازل، ولم أتخرج من "مدرسة الردح" الذي يقوم به "أبواق الإعلام الإسرائيلي الذين تضعهم السلطة" –على حد وصفه- مردفا: إذا أردت الرد عليه (الأعرج) لا أرد بالكلام، إنما عندي فعل، ومحافظة الخليل كلها ساندتني، لأنهم يعرفون من هو "أبو خضر الجعبري"، متوعدا بأنه سيأتي يوم لمحاسبة "الأعرج" الذي وصفه بـ"المرتزقة"؛ وفق قوله.
كما قال: في اعتقادي أن "الأعرج" "مدفوع وأصبح كبش فداء"؛ حسب تعبيره، مردفا: "هذه الجماعة انبنت على التدليس والكذب والاتهامات الفاسدة. هذه المدرسة التي تعلموا فيها، لكنه لم يحسب حساب العواقب ومن هي محافظة الخليل ومن هو أبو خضر الجعبري".
وأشار إلى أن 16 متطوعا طلبوا منه توكيلهم برفع دعوى بحق "الأعرج"، مبينا أنه استجاب لمطالبهم "احتراما لهم"، لكنه أكد أن "هذا لا يعفي حسين الأعرج من حقوق أخرى، أعرف كيف يخلصها منه أهل الخليل".
ولفت إلى أن محافظة الخليل العمود الفقري لاقتصاد السلطة والخزان الكبير للعمال وللرجال، قائلا: "الإساءة لي إساءة لمحافظة كاملة".
وأضاف الجعبري أن محافظة الخليل "مهمشة" منذ 25 عاما، "والآن سنضع النقاط على الحروف".
وكشف عن اجتماع عشائري سيعقد اليوم، سيخرج بقرارات، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل حول طبيعتها.
واتهم الأعرج بأنه يحمل "الضغينة" لأهل الخليل.
"أين صندوق الاستثمار؟"
وذكر أنه سبق أن تلقى دعوة من البرلمان الأوروبي في بروكسل، وألقى خطابا لم يعجب السلطة، قائلا: "يريدون من الفلسطيني أن يخضع رأسه لهم".
وأوضح أنه أكد آنذاك على أن "هذه أرض وقف إسلامي ممنوع التفاوض عليه أو التنازل عنها"، وهو ما سبب "حساسية" مع السلطة.
وأردف: "وجهت كلاما لمحمود عباس، وقلت له: أين صندوق الاستثمار الفلسطيني وصندوق التقاعد الذي تستقرضون من البنوك لتسددوه الآن من الضمان الاجتماعي، من دم الشعب؟" –على حد تعبيره- مشددا على أن كل إنسان سيحاسب على "خطأه".
وبيّن أنه رد على تصريح الحمد الله أن قانون الضمان الاجتماعي انطلق، بأنه لم ينطلق، وحتى لو كان كذلك "سأخرجه عن سكته"؛ وفق تعبير مختار الخليل.
وقال الجعبري: إنه نشأ بين من يعرف العرف "وعلوم الرجال وتقاليدهم" ونظام العشائر، مضيفا أن السلطة لم يعجبها موقفه من إقدام أمنها على "سحل النساء" خلال مظاهرة نسائية في ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخليل، الشهر الماضي.
وتوعد أي عنصر أمن تابع للسلطة "يمد يده على امرأة فلسطينية" بأنه "سيقطع يده".
وسرد الجعبري محطات عدة في فترة تولي الأعرج منصب محافظ الخليل، منها أن مستوطنين تداعوا للهجوم على الخليل، وتصدى لهم هذا المختار ورجاله، كون "الأعرج" ليست لديه "قوة"، ولم يكن هناك إلا رجال "المختار" للتصدي لهؤلاء المستوطنين، وفق رواية "أبو خضر".
وذكر أن الأعرج مكث عنده ذات مرة، من الثامنة صباحا حتى الرابعة والنصف عصرا، متسائلا: إذا كان يزعم أنني أسكن بمستوطنة "كريات أربع" فلماذا مكث عندي ثماني ساعات؟
واتهم الأعرج بـ"إعلان الحرب" على العشائر لدى تسلمه منصب محافظ الخليل، عبر عزمه "إلغاءها".
وبيّن مختار الخليل، أن الأعرج بعث له عندما كان محافظا، مرسالا يدعوه لزيارته، لكنه أجابه: "من يريدني يأتيني إلى بيتي".
ولاحقا اتفق الطرفان عقب اتصال أجراه به الأعرج، على أن يزوره مختار الخليل في مكتبه، وحينها أكد الأخير للأول أن "القانون مكمل للعشائر" وليس العكس.
وقال الجعبري: إنه و30 مسلحا "حموا" الأعرج عند تعرض منزله لإطلاق نار ذات مرة.
وتمم بأن الرئيس الراحل ياسر عرفات سبق وأن أرسل له 12 تكليفا لحل مشكلات لم تقتصر على الخليل.
ويشار إلى أن وزير الحكم المحلي في حكومة الحمد الله، أوضح في تصريح صحفي أن تصريحاته "كانت تخص شخصا معينا بعينه وجاءت في ظل الحديث عن الهم العام وعن حراك الضمان الاجتماعي، وأنه لَم يكن المقصود بذلك سوى الرد على شخص واحد وحيد"، اتهمه الأعرج بـ"الإساءة والتطاول وتوجيه التهديدات" للحكومة وكبار مسؤولي السلطة، على حد زعمه.