فلسطين أون لاين

أزمة الوقود بغزة تضع حياة أطفال الفشل الكلوي على المحك

...
غزة/ إسماعيل الغول:​​

تبقى حياة أطفال مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة تدق ناقوس الخطر، بسبب الأزمات التي تعصف بالقطاع الصحي التي كان آخرها نقص كمية الوقود التي تحتاج إليها المستشفيات لتشغيل المولدات اللازمة لاستمرار عمل الأجهزة الطبية للمرضى.

حياة 800 مريض بالفشل الكلوي ستكون أمام مصير مجهول حال توقفت المولدات الكهربائية في المستشفيات؛ بسبب أزمة الوقود الحادة، حيث إن من بينهم 45 طفلًا يحتاجون إلى غسيل كلى 3 مرات أسبوعيًّا.

وتحتاج مستشفيات غزة إلى نحو 450 ألف لتر من الوقود شهريًّا؛ لتشغيل المولدات الكهربائية بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتراوح بين 8-12 ساعة يوميًّا، وفق ما ذكرت وزارة الصحة.

والد أحد أطفال الفشل الكلوي وائل أبو زيادة، يقف بجانب طفله متحدثًا بنبرة من القلق: "إنّ أزمة الكهرباء تشكل خطرًا على حياة أبنائنا، ومن الممكن أن تودي بحياتهم حال عدم توفر الوقود".

وبين أبو زيادة لصحيفة "فلسطين" أن أزمة الكهرباء هي إحدى الأزمات التي تواجه طفله، مشتكيًا من نقص الأدوية في داخل الأقسام وخاصة إبر "الأكرمون" الخاصة بتقوية الدم، موضحًا أن طفله يحتاج إبرتين أسبوعيًّا، وسعرها يشكل عبئًا اقتصاديًّا على كاهل الأسرة.

وشاركه المناشدة من داخل القسم، والد الطفل أحمد حمتو الذي يحتاج طفله لغسيل كلى مرتين أسبوعيا عبر الأجهزة التي تعمل على الكهرباء، منبهًا إلى أن عدم توفر الكهرباء لهذه الأجهزة يشكل خطورة على حياته.

ويبدي حمتو لـ"فلسطين" خشيته من أن تُودي هذه الأزمة -التي قد توقف الأجهزة الطبية- بحياة طفلته، ويقول: "هذه الخدمة لا تقدم إلا بالمستشفيات، وأجهزة الكلى بمنزلة ضمان لحياة أطفالنا ولن نجد مكانًا بديلًا نعالج فيه أطفالنا".

وناشد والدا الطفلين "أبو زيادة" و"حمتو" الجهات المعنية للاهتمام بالشأن الصحي لهؤلاء الأطفال "لأنهم بحاجة إلى رعاية صحية كاملة في ظل نقص الاحتياجات اللازمة".

الإنذار الأخير

بدوره قال رئيس قسم الكلى الصناعية للأطفال بمستشفى الرنتيسي د. نبيل عياد: إن القسم بالمستشفى يعتمد اعتمادًا كليًّا على الكهرباء، موضحًا أن أجهزة المرضى تمثل كلى صناعية للأطفال، وأن انقطاع التيار الكهربائي عنها يهدد حياتهم.

وأكد عياد في حديثه لـ"فلسطين" أن هناك 45 طفلًا من مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة حياتهم أصبحت على المحك بسبب الأزمة، مضيفًا أنهم يغسلون مرتين أسبوعيًّا بواقع 3 أو 4 ساعات كل مرة.

وأشار إلى أن "المستشفيات دون كهرباء تصبح كالقبور، وأن توقف هذه الأجهزة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وقصور في عضلة القلب ويؤثر على التنفس لدى الأطفال"، مضيفًا أن "الكلية الصناعية وظيفتها تنظيف الجسم من السموم، وأن توقف التيار الكهربائي يؤدي إلى عدم إفراز هذه السموم وإخراج الماء الزائد من الجسم".

وشدد عياد على أن وزارة الصحة بغزة أطلقت الإنذار الأخير من أجل الحفاظ على حياة هؤلاء الأطفال، مناشدًا المؤسسات الدولية للعمل من أجل توفير الوقود اللازم للمستشفيات والخروج من هذه الأزمة، والعمل على حلها جذريا.

الجدير ذكره أن أزمة الوقود من الأزمات المتلاحقة في القطاع الصحي، بسبب دخولها لقطاع غزة بكميات قليلة من الجهات المانحة. وكان عدد من الأطفال قد توفوا جراء إصابتهم بمرض الفشل الكلوي بغزة ومنعهم من السفر للعلاج في الخارج، كان آخرهم الطفلة مرح دياب.