في حادثة هي الأولى من نوعها، قذف بحر غزة فجر أمس، قارب صيد مصري بعدما تحول إلى أجزاء بفعل الأمواج المرتفعة، وكان على متنه 7 صيادين، أنقذت الشرطة البحرية 6 منهم، وضل مصير السابع مفقود.
وانتهى الأمر بهؤلاء الصيادين على شاطئ المحافظة الوسطى للقطاع الساحلي الذي تلتصق حدوده البحرية من جهة الجنوب بمصر.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صور أجزاء من القارب الذي كان الصيادين على متنه، وقد فتكت به أمواج البحر وحولته إلى أجزاء متناثرة.
كما تدفق مئات المواطنين إلى شاطئ المحافظة لمساعدة الصيادين المصريين بعد انتشالهم من المياه.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم، بدء إجراءات إعادة الصيادين الستة إلى الأراضي المصرية، حيث غادروا معبر رفح باتجاه الأراضي المصرية مساء اليوم.
وقال البزم في تصريح صحفي نشره موقع الوزارة، صباح أمس، إنه "نتيجة لسوء الأحوال الجوية، قذفت أمواج البحر قارب صيد مصري باتجاه ساحل قطاع غزة وعلى متنه صيادون".
وأوضح أن فرق جهاز الشرطة البحرية استطاعت إنقاذ ستة صيادين مصريين، وقدمت الأطقم الطبية العلاج اللازم لهم في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وسط القطاع.
واستدرك البزم: يجري ترتيب نقل الصيادين إلى الجانب المصري، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن صياد سابع ما زال مفقودًا بحسب إفادة زملائه.
ويطل قطاع غزة (365 كيلومتر مربع) على البحر الأبيض المتوسط، بشاطئ يبلغ طوله 40 كيلو متر، ويبحر فيه الصيادين لأميال تحددها بحرية الاحتلال الإسرائيلي، وتتراوح ما بين 3-9 أميال بحرية.
من جهته، قال مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر، إنقارب الصيادين المصريين جنح في البحر نتيجة الرياح الشديدة والأمواج المتلاطمة.
وفي اتصال هاتفي، قال بكر لـ"فلسطين"، إن القارب مسجل لصيادين مصريين من دمياط، وجرفته الأمواج إلى بحر المحافظة الوسطة لقطاع غزة، وتسببت بتفتته.
وأضاف أن الشرطة البحرية تعاملت مع الحادث فورًا، وانقذت 6 صيادين، مشيرًا إلى أن وفود أمنية جاءت للمستشفى بمن فيهم مسؤول قوى الأمن الداخلي بغزة اللواء توفيق أبو نعيم، وشخصيات أخرى، للاطمئنان على الصيادين.
وأكد أن حالاتهم الصحية جيدة، لكن السابع لم تعثر الشرطة البحرية رغم عمليات البحث التي أجراها الجهاز، صياح أمس.
ونبَّه إلى أن مثل هذه الحوادث لم تتكرر، لكنه أشار إلى أن أمواج بحر غزة لفظت الكثير من الأشياء في السنوات الماضية، وكان المطاف ينتهي بها على شاطئ الوسطى، وهذا قد يكون له أسباب ترتبط بالعوامل الطبيعية.
وذكَّر أنه في سبعينيات القرن الماضي، جنحت باخرتين كبيرتين أمام شاطئ مدينة غزة، وأمام شاطئ معسكر الشاطئ، والأخير ما زالت آثاره حتى يومنا هذا، وقد غمرت المياه جزءًا كبيرًا منها على مدار السنوات الماضية.