يهدد الموتُ عشراتِ المواليد الخدج في مستشفى الولادة الوحيد في محافظة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وحذرت شخصيات حكومية وأهلية من تداعيات أزمة الوقود على مستشفى الولادة التخصصي، وتعرض الأطفال الخدج والنساء الحوامل للخطر.
جاء ذلك خلال وقفة أمام مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح، أمس، شارك فيها ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، ووجهاء ومخاتير، وطواقم طبية.
ورفع المشاركون لافتات كتب على بعضها: "أين حكومة الحمد الله من تحمل مسؤولياتها؟"، "لن يغفر التاريخ لمن سكت عن حصار غزة"، و"غزة صامدة لن تنحني إلا لله"، و"مستشفى بلا وقود وموظفون بلا رواتب"، و"يسقط الحصار"، و"المنظومة الصحية بلا كهرباء ولا دواء".
وناشد مدير مستشفى الهلال الإماراتي الطبيب وليد ماضي، الجهات والمؤسسات الدولية والإنسانية كافة، لضرورة التدخل السريع، والاستجابة قبل وقوع الكارثة.
وقال ماضي، خلال كلمته: "الطواقم الطبية والنساء الحوامل في المستشفى، يناشدون دولة الإمارات العربية المتحدة، للتدخل لإنهاء أزمة نفاد الوقود في المستشفى الوحيد للنساء والولادة في رفح".
وذكر أن العد التنازلي لتوقف الخدمات الطبية المقدمة في المستشفى قد بدأ؛ بسبب أزمة الوقود الحادة، مشيرا إلى أن مستشفى الهلال الإماراتي هو المستشفى التخصصي والتعليمي الوحيد في غزة، ويقدم خدماته لأكثر من 250 ألف نسمة من سكان رفح.
ولفت إلى أن المستشفى يستقبل قرابة 80 حالة يوميا، وتجري طواقمه 10 عمليات يوميا، ويستقبل 4500 طفل في قسم الحضانة سنويا، ويبلغ عدد حالات الولادة يوميا من 20- 25 حالة.
وأضاف مدير المستشفى أن "عدم تدارك الأزمة سيؤدي إلى توقيف الخدمة الصحية عن المستشفى، الأمر الذي يعرض حياة الأطفال الخدج للخطر، وإيقاف العمليات بجميع أنواعها وإيقاف خدمة الولادة أيضا".
وتابع: "سرنا بخطة تقشفية قاسية لاستثمار الكمية المحدودة داخل المولد الكهربائي لإطالة أمد الخدمات الصحية في المستشفى، المتزامن مع تحسن جدول الكهرباء في الآونة الأخيرة، لكن استنزاف الكميات المتبقية زاد جراء انقطاع التيار الكهربائي وزيادة الأحمال بسبب الشتاء".
من جهته، قال سكرتير القوى الوطنية والإسلامية في رفح رواد بدوي: إنه في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه وحصاره على قطاع غزة، نقف أمام أزمة الوقود (إحدى الأزمات التي يعاني منها سكان القطاع المحاصرون).
وشدد بدوي على ضرورة التحرك الفوري لحل الأزمة، وقال: "مرضى غزة يموتون موتا بطيئا بسبب تفاقم أزمات القطاع الصحي، كنقص الوقود ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع العلاج في الخارج".
وأعلن تضامن القوى الوطنية والإسلامية الكامل مع المستشفى الذي يقدم خدمات لا غنى عنها، داعيا الحكومة في رام الله للوقوف عند مسؤولياتها تجاه أزمات غزة.
ودعا أمين سر اتحاد المخاتير في رفح زهير النيرب الجميع للوقوف عند مسؤولياتهم تجاه أزمة الوقود في المستشفى، مطالبا حكومة الحمد الله بتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع.
وتساءل النيرب: "أين ستذهب النساء الحوامل في حال وقفت خدمات المستشفى الوحيد؟"، مؤكدا أن الأطفال الخدج معرضون للخطر في حال توقفت الأجهزة عنهم.
تحذير حقوقي
وحذّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من التدهور الذي يمكن أن يتعرض له المرضى جراء استمرار أزمة نقص الوقود في مشافي القطاع.
وناشد المركز، في بيان، أمس، السلطة لتحمل مسؤولياتها والتدخل العاجل لضمان تدفق كميات الوقود اللازمة للمرافق الصحية في غزة، للتخفيف من معاناة المرضى في مشافي القطاع.
ودعا إلى ضرورة التنسيق بين دوائر وزارة الصحة في كلٍ من رام الله وغزة، والعمل على ضمان الحق في الصحة لكل مواطن، بما في ذلك أفضل مستوى من الرعاية الصحية الجسدية والعقلية الذي يمكن الوصول إليه.
وأهاب بالمنظمات الدولية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة المتخصصة للتدخل من أجل توفير المساعدة العاجلة للقطاع الصحي، بما يكفل استمرار عمل جميع مرافق الصحة في القطاع.