قائمة الموقع

​تدريبات الاحتلال العسكريةتدمر البنية الزراعية بالأغوار

2019-01-15T14:05:14+02:00
تجريف المزروعات سياسة قهرية تهدف لطرد المزارعين

تعمل جرافات جيش الاحتلال على شق طرق عسكرية في أراضٍ زراعية في الأغوار دمرت بفعلها المحاصيل التي يعتاش عليها المزارعون الفلسطينيون.

وذكر الحقوقي عارف دراغمة أن جرافات عسكرية بدأت بشق الطرق في منطقة المالح المزروعة بالحمص والشعير والقمح والفول، بهدف عمل مسارات لدبابات الجيش بغرض إجراء تدريبات عسكرية.

وعدّ دراغمة في حديث لـ"فلسطين" تجريف المزروعات سياسة قهرية تهدف لطرد المزارعين قسريًّا، فالتدريبات العسكرية أصبحت من الوسائل الناجعة في تخريب المزروعات، لافتًا أنها تنشط في موسم زراعة محاصيل الشتاء.

وأوضح أن وسائل الاحتلال لمحاربة الوجود الفلسطيني في المكان متعددة منها انتشار مكثف للدبابات العسكرية، وإغلاق المناطق عسكريًّا، واستخدام قطعان المستوطنين بملاحقة المزارعين والرعاة عدة وسائل، منها: الطائرات الصغيرة للتصوير والخيول ومركبات التراكتورون.

وشدد دراغمة على أن شق طرق عسكرية في أراض مزروعة بالمحاصيل انتهاك صارخ للبيئة الفلسطينية وحق المواطنين في الحياة، قائلًا: إن ما يسمى الإدارة المدينة وسلطة الطبيعة التي تدعيان الحفاظ على الغطاء النباتي بينما تطحن جرافات جيش الاحتلال العسكرية وجنازير دباباته، المحاصيل.

ويرى دراغمة أن سلطات الاحتلال تستخدم عمليات شق الطرق العسكرية في أراضي السكان، وهو سلاح ذو حدين ضد الفلسطينيين وأملاكهم، فبينما تستخدم للتدريب العسكري توظف تلك الطرق لمصلحة المستوطنين بغرض تسهيل وصولهم إلى أراضي السكان وإغلاقها لبناء بؤر استيطانية.

ويقول حسن أبو علايا الذي يحترف الزراعة أنهم يعملون على تهيئة الأرض في فصل الخريف للزراعة "وندفع كل ما نملك من أجل زراعتها قبل قدوم فصل الشتاء، والاحتلال ومؤسساته ينتظرون انتهاء أعمال المزارعين من حراثة وبذر في الأرض ومع تساقط الأمطار ونمو المحاصيل تأتي الجرافات والدبابات والمستوطنين للتدمير وتخريب كل ما أنجزناه به، ونخسر محصولنا السنوي المخصص للبيع وكذلك الاستفادة منه في إطعام المواشي".

ويؤكد أنه عمليات تخريب وإتلاف الإنتاج الزراعي بشكل متعمد يهدف إلى منعنا من محاولة زراعتها مرة ثانية لتبقى فارغة للتدريبات العسكرية وبعدها تتحول إلى بؤر استيطانية وتضم إلى مستوطنات الأغوار.

وتشير معطيات إلى أن جيش الاحتلال يعزل 30 ألف دونم من أراضي المزارعين في الأغوار عبر خندق تستخدمه لأغراض عسكرية، وهي بذلك تحصر المناطق الزراعية، إضافة لعمليات التهجير وإخلاء الأهالي وإبعادهم عن أرضهم في وقت يكون فيه المحصول بحاجة لرعايتهم ومتابعتهم.

ويصف المختص في علوم البيئة د. بنان الشيخ الخبير أراضي الأغوار بأنها سلة غذائية.

وأشار إلى أن تعمد سلطات الاحتلال تدمير الثروة النباتية في تلك المنطقة يحمل هدفًا سياسيًّا عسكريًّا ضمن مساعيها لتوسيع الاستيطان الذي بات يغطي مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة.

وقال الشيخ: "يدّعي الاحتلال دائمًا سعيه للحفاظ على الغطاء النباتي مخصصة سلطة الطبيعة لهذه المهمة بغرض الحفاظ على البيئة بكافة أشكالها بينما لا يبدو ذلك حقيقيًّا على الأرض الفلسطينية التي يعمل جاهدًا على تدميرها".

وأوضح أن ما يجري من بناء استيطاني وتدريبات عسكرية في الأغوار خير دليل على كذب الرواية الإسرائيلية التي تعمد إلى تزوير الحقائق، فالفلسطيني يحارب إذا التقط الأعشاب الطبية البرية بالسجن والغرامات المالية مقابل صمت سياسي، أما أعمال المستوطنين والدبابات والجرافات التي هي أدوات تدميرية بامتياز تخدش جمال الطبيعة وتدمر الغطاء النباتي بالكامل والفلسطيني ضحية هذه السياسة العنصرية.

وأشار الشيخ إلى أن المختصين يعرضون تلك المشاهد في المؤتمرات العالمية، قائلًا: "نعرض لهم الحقائق وتقارير المؤسسات العاملة في هذا المجال، إلا أن الاحتلال يواصل ممارسة همجيته وجبروته على كل مقومات البيئة الفلسطينية".

وطالب الشيخ بضرورة فرض حماية لمقومات البيئة الفلسطينية من الاحتلال ومستوطنيه، فجريمة تدمير الغطاء النباتي لا تقل أهمية عن قتل الانسان.

وتابع الشيخ: "إذا ضاعت الثروة النباتية فهذا يعني طرد الإنسان من المنطقة وتهجيره، فلطالما ارتبط وجود البشر بتوفر النبات الذي يعتاش عليه، والاحتلال يعمل على هذه المعادلة بتدمير النبات لطرد الإنسان".

ولا يُسمح للفلسطينيين إلا باستغلال أقل من 25% من أراضي الأغوار من أصل 62% من مساحتها، وحتى هذه الأراضي يُلاحق أصحابها بحرمانهم من زراعتها، فلا يسمح لهم باستغلال الشتاء لزراعتها بالأعلاف، وفي الصيف يُحرَق ما يخرج من هذه المحاصيل ويُدمر بسبب التدريب.

اخبار ذات صلة