يُعرّف النوم أنّه حالة طبيعيّة من الاسترخاء التي تحدث للكائنات الحية عامة والإنسان خاصة، حيث تقلّ فيه الحركات الإرادية وشعور الإنسان بكلّ ما يحدث حوله في الوسط المحيط، ولا يعد النوم فقدانًا للوعي، بل هو تغيّر في حالة الوعي نفسه، وهناك من يقول: إن النوم هو ظاهرة طبيعية لإعادة تنظيم نشاط الدماغ.
للنوم فوائد
استشاري الأمراض النفسية والأعصاب في الجامعة الإسلامية د. عايش سمور، أوضح أن النوم هو عملية فسيولوجية لجسم الإنسان لأخذ قسط من الراحة وتعويض المتاعب، مبينًا أن النوم الطبيعي يبدأ بمرحلة الدخول بـ"النعاس" فتتغير فسيولوجية عقل الإنسان، وفي كل مرحلة يختلف نشاط العقل بحيث تبطئ الموجات الفسيولوجية خلال النوم وهذا دلالة على استرخاء العقل، وخلال بداية استغراق الإنسان بالنوم يشعر بنفض للجسم يؤدي إلى شد اليد أو الرجل وهذا ناتج عن إفراغ المادة المنشطة للعضلات وارتخائها.
وأكد سمور أن للنوم فوائد كتقوية الجهاز المناعي ومنع الإصابة بالعدوى كالأنفلونزا والربو، والتخلص من الضغط النفسي والتوتر ومنح الجسم الطاقة اللازمة التي تمكّنه من أداء مهامه اليومية خلال ساعات النهار، وتقليل الشعور بالإجهاد، والحفاظ على صحة القلب، ومنع إصابته بالأمراض المختلفة وتقليل الوزن الزائد، والحفاظ على صحّة الجسم وتحسين إفراز هرمون النمو البشري سواء للأطفال أو للكبار، والذي يساعد على بناء أنسجة العظام والعضلات.
كما يساعد النوم المبكر –وفق قوله- على الحفاظ على الوزن المثالي، والمساعدة على خسارة الوزن، والشعور بالراحة النفسية والاسترخاء؛ لأن الغدة الصنوبرية في الدماغ تُفرز أثناء الليل مادة الميلاتونين المسئولة عن شعور الراحة في الجسم وتنشيط عملية التمثيل الغذائي والمحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية وضبط معدلات الكولسترول في الجسم وتقوية الذاكرة، ووقاية الجسم من العديد من الأمراض التي يُسببها السهر.
وبين سمور أن عدد ساعات النوم الصحي تختلف حسب المرحلة العمرية فالطفل بحاجة للنوم من 9-12 ساعة بخلاف مرحلة (18 سنة) أي ما قبل سن الرشد فيحتاج الإنسان من 8-10 ساعات أما مرحلة الرشد من (18-55سنة) بحاجة إلى نوم من 6-8 ساعات.
مراحل النوم
وأثبتت الدِّراسات والبحوث لدراسة ساعات النوم الصحيّة، أنه قسمت مراحل النوم الصحيّة: من الساعة التاسعة إلى الساعة الثانية عشرة تُعد من أفضل أوقاتِ النَّوم لأن كل ساعةٍ منها تعادِل ثلاثُ ساعاتٍ من النوم وبالتالي حصول الجِسم على راحةٍ أكبر، ومن الساعة الثانية عشرة ولغاية الثالثة فجرًا تعادِل كل ساعة نومٍ فيها ساعة ونصف من ساعات النّوم؛ لذلك فهي جيّدة ولكنها ليست بفائدة المرحلة الأولى، ومن الساعة الثالثة فجرًا ولغاية الساعة الخامسة فجرًا كلّ ساعة نوم تعادِل ساعة واحِدة فقط، فليست كلّ ساعات النوم يشعر الشخص بعدها بالنشاط؛ بل إنّه في بعض الحالات يستيقظ الشَّخص مُتعبًا.
كما وأوضح سمور قائلًا:" إن اضطرابات النوم ناتجة عن خلل في نوم الإنسان إما لقلة النوم أو زيادة في ساعات النوم الناتجة عن إصابة دماغية أو تعاطي بعض العقاقير المنومة أو لأسباب نفسية كاكتئاب أو ضغوط نفسية وقلق مستمر".
ولفت إلى أن للنوم فوائد تعود على البشرة؛ فالنوم الكافي يساعد على نضارة البشرة وصفائها، ومنع ظهور علامات الشيخوخة عليها، كالتجاعيد، ويجعلها أكثر شبابًا؛ إذ تتحد خلاياها خلال ساعات النوم، وتسترخي عضلات الوجه ويمنع ظهور الانتفاخ أسفل العينين والحصول على عيون لامعة وبراقة ويحسن الحالة المزاجية.
وقد أظهرت دراسة أجريت على بعض طلبة الكليات أن معظم مشاكل البشرة تزداد خلال وقت الامتحانات عند تعرض الطلبة للضغوط العصبية، كما أن السهر ليلًا وعدم الحصول على النوم الكافي يؤثر على نضارة وحيوية البشرة، وتظهر البشرة شاحبة ومليئة بالبقع، فالنوم يساعد على تدفق الدم خلال البشرة، وعلاج الهالات السوداء التي تكون السبب الأساسي في الحصول على بشرة داكنة وشاحبة والتي تتزايد بشدة عند عدم الحصول على القدر الكافي من النوم.
وللحصول على نوم صحي أفضل، أكد سمور أهمية تنظيم أوقات وساعات النوم الكافي، وتناول وجبة خفيفة في وقت مبكر باحتوائها على نسبة مرتفعة من الكربوهيدرات، وقليلة البروتينات، ومن الأفضل شرب كوب من الحليب الفاتر قبل الخلود إلى النوم.
وتابع: ومعالجة الفكر قبل النوم بترك الهموم خارج السرير، والامتناع عن شرب القهوة أو الشاي في المساء، فكل مشروب يحتوي على الكافيين منبه ومدر للبول، وتجنب النوم في ساعات النهار أو النوم لساعات متأخرة.