قائمة الموقع

​أمل.. سألوها عن وجهتها فردت: "رايحة استشهد"

2019-01-13T09:29:59+02:00

في غزة لم يكن يومًا للشهيد مواصفات، والشهادة فيها كتبت لمن يصدق النية مع الله، وهذا ما حصل مع أمل الترامسي الشهيدة الوحيدة للجمعة الـ 42 من جمع مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.

أمل التي بلغت من العمر 43 عامًا لم تجد في كبر سنها، أو التزاماتها تجاه أمها المريضة ورعاية إخوتها في بيت العائلة أي مانع في أن تكون من أولى المشاركات في مسيرات العودة التي جددت لديها حلم العودة إلى قرية هربيا حيث يعود أصلها.

دقائق قليلة أستقطعتها صحيفة "فلسطين" من أخيها خالد الترامسي والذي كان على وشك التوجه لمستشفى الشفاء لبدء مراسم تشييع أمل فقال:" أمل كانت عمود البيت؛ الكل يعتمد عليها في كل صغيرة وكبيرة".

وأضاف:" كانت تشارك في كل جمعة من جمع مسيرات العودة عند دوار ملكة شرق مدينة غزة، كما أنها كانت كثيرًا ما تذهب في أيام الأسبوع العادية"، مشيرًا إلى أن مشاركة أمل كانت سلمية بامتياز مثلها مثل مسيرات العودة ذاتها، ولم تكن تحمل في يديها أي نوع من الأسلحة حتى يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي.

وبين الترامسي أن أخته أمل كانت أمه الثانية، فهي من تعيل والدته المريضة بالقلب والضغط والكلى، وكانت العصا التي تتركز عليها والدته في كل شيء يخصها، والآن انكسرت العصا وغابت.

وأردف:" وقت أمل كان جله مخصصًا للمنزل ولأمنا المريضة، وهي لم تكن تشتكي أو تتذمر من هذه الحالة، وكان كل ما تقول: "دعوا لي وقتا خاصا بي أريد أن أذهب به لأشارك في مسيرات العودة".

وأوضح الترامسي أنه رغم إصابة أخيها الذي كان يذهب معها للمشاركة في المسيرات إلا أنها لم تتوان أو تخاف من الذهاب في كل جمعة، وكانت من الثائرات الحقيقيات اللواتي يكنّ في الميدان.

وذكر أنه في الجمعة الأخيرة حاولت إيقاظ أخيه الذي كان يرافقها دائمًا للمشاركة في المسيرة، ولكنه رفض الاستيقاظ ومرافقتها؛ وهو ما دفعها للتوجه بمفردها إلى هناك، وعندما سألها أخوها أين تذهبين ردت عليه مبتسمة: "رايحة استشهد".

وقال الترامسي:" أربع ساعات مرت على خروجها من المنزل منذ الساعة العاشرة والنصف وحتى ما بعد أذان العصر عندما سمعنا في الأخبار عن استشهاد سيدة مجهولة الهوية عمرها من 40-50 عامًا".

وأضاف: "لم يكن هناك وسيلة للتواصل مع أمل للاطمئنان عليها؛ لذلك توجهنا مباشرة إلى مجمع الشفاء الطبي للتعرف على الشهيدة وهو ما كان حين وجدنا أختنا هي الشهيدة"، لافتًا إلى أن أمنية أمل تحققت في هذا اليوم والعائلة كلها راضية بقضاء الله وقدره.

وشيّع جثمان الشهيدة أمل مصطفى الترامسي ظهر أمس السبت بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بالإضافة إلى عدد من قيادات فصائل العمل الوطني الفلسطيني ومواطنين في حي الشيخ رضوان بغزة.

اخبار ذات صلة