قائمة الموقع

​الخطيب في وداعها "يمّا طلعت غصب عنهم وشفتك"

2019-01-13T09:30:37+02:00
الأسير المحرر الخطيب أثناء تشييع والدته


بعد 16 عامًا من الأسر، كان "كامل الخطيب" متلهفًا ليرى والدته بالقرب من "المخصوم" يركض إليها وهي فاتحة ذراعيها لتعانقه، ولكن المرض غيب جسدها لتلازم سرير "الإنعاش"، عانقها وهي مسجية، أمسك بيدها طالبا "يما ارضي عني" فتجيبه رغم غيبوبتها بالشد على يده.

فرحة معانقته للحرية كسرها موت والدته، التي آخر ما فعلته أن نظرت إليه وشدت على يده ثم أسلمت الروح لبارئها كأنها كانت معلقة بلحظة سماع صوته وحضنه لها، وودعها بعد يوم واحد من الإفراج عنه مزينًا صدره بــ "اكليل الزهور" الذي كان وصيتها الأخيرة التي أوصت أن يلتف به عنقه.

يقول الأسير المحرر الخطيب لـ"فلسطين": "كان من المفترض أن أغادر السجن يوم الخميس الساعة الثانية بعد الظهر، ولكن الاحتلال الإسرائيلي ماطل في تركي حرًا، ونقلوني من المخصوم الذي ينتظرني به أهلي، إلى مخصوم آخر بعيد، حتى غادرته الساعة الخامسة مساء".

ويضيف: " أمي منذ تسع سنوات مقعدة وتعاني من عدة أمراض وهي تبلغ من العمر 78 عامًا، وقبل خروجي من السجن اشتد المرض عليها لتدخل في غيبوبة، وهي التي كانت تنتظر يوم الإفراج عني بفارغ الصبر".

ويردف الخطيب قائلا: "لم أعد إلى البيت فوجهتي الأولى كانت زيارتها في المستشفى، حضنتها وقبلت يديها رغم أنها كانت لا تعي بمن حولها، شددت على يدها وطلبت منها أن ترضى عني تفاجأت بشدها على يدي مؤكدة رضاها عني".

عاد مساء الجمعة إلى حيث ترقد والدته في المستشفى وعانقها ولم يدر أنه العناق الأخير، فيعيد طلبه "يما ارضي عني" لتفتح عينيها للحظات وتشد على يده ومن ثم تتوفى، قبلها القبل الأخيرة مرددا "طلعت غصب عنهم وشفتك".

ويصف الخطيب أن ما عاشه في وداع والدته هو أصعب لحظات حياته، قائلا: "ولكن من نعمة الله وفضله أنه برّد ناري، واستجاب لدعواتي بأن أخرج من السجن لأحضنها وأقبلها، ورغم أنها في غيبوبة إلا أنها شعرت بوجودي بالقرب منها".

يذكر أن الخطيب من مخيم بلاطة كان اعتقل عام 2004 وصدر بحقه حكم بالسجن 16 عامًا على خلفية نشاطه في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة "فتح".

اخبار ذات صلة