المراقب لسلوك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلاحظ أنه يعيش في ظروف سياسية صعبة وحالة متوترة ويأخذ قرارات سيئة جداً بحق جميع الفلسطينيين.
ومن يراقب محمود عباس يلاحظ ارتفاع مستوى الشر عنده واتجاهه نحو الحقد وتصفية الحسابات، وتسيطر عليه نزعة الانتقام، وهو لا يتورع في إيذاء جميع الفلسطينيين وبث سموم الحقد في شتى الاتجاهات.
ولم يسلم من حقده الأعمى أي إنسان فلسطيني أو أي فصيل.
حتى إن أفعاله الجرمية أصابت حركة فتح نفسها التي تعد أكثر الأطراف التي تخسر جراء سلوكه المتهور.
منذ عام تقريباً أخذ محمود عباس قرارات وخطوات عقابية ضد جميع الفلسطينيين وضد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وضد قطاع غزة وضد أبناء حركة فتح.
فهو أصر على تجاهل مطالب فصائل منظمة التحرير التي رفضت انعقاد المجلسين الوطني والمركزي تحت الاحتلال ودون مصالحة فلسطينية أو تفاهم وطني حقيقي.
وهو أوقف رواتب موظفين من حركة فتح، وقطع رواتب الأسرى والمعتقلين، وأوقف تحويلات المرضى وأوقف الاتفاق مع شركات تنظيف المستشفيات وقطع الكهرباء.
وأصدر قراراً بحل المجلس التشريعي المنتخب شعبياً، وعطل المصالحة وتشكيل حكومة وفاقية، وسحب موظفي معبر رفح.
إلى غير ذلك من القرارات السيئة.
وهناك عدة أسباب لهذا السلوك الهستيري لمحمود عباس أهمها:
١. صمود حركة حماس منذ عام ضد إجراءات عباس العقابية وحصاره للقطاع، حيث صمدت حماس ولم ترضخ وتمكنت من تجاوز محاولات حصارها أو إضعافها، وأفشلت مخطط عباس من خلال سياسة حكيمة وتوافق وطني جامع وعدد من الإجراءات الخدماتية الميدانية.
٢. استمرار حماس في تنفيذ عمليات هجومية مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة. حيث تمكنت من قتل عدد من جنود الاحتلال، ورفعت مستوى المواجهة في الضفة؛ ما أكسبها وزنا سياسيا وشعبيا أكبر، وظهر عباس وسلطته في موقف مقدم صغير للخدمات الأمنية ومتعهد لحماية العدو.
٣. قدرة حماس على تأسيس مشروع وطني فلسطيني حقيقي وجامع للغالبية العظمى من مكونات المجتمع الفلسطيني، حيث طرحت حماس رؤية وطنية شاملة للحوار تقوم على المصالحة والشراكة والانتخابات الحرة والإدارة الجماعية. وما كان دور عباس إلا الرفض والتعطيل.
٤. استمرار مسيرات العودة بزخم جماهيري واسع وتضحية متميزة ونجاحها في تسجيل أكثر من نقطة انتصار أمام الاحتلال، في ظل احتشاد جميع القوى الفلسطينية وجماهير شعبنا في الداخل والخارج حولها.
٥. قدرة حماس على تحييد الخلاف مع عدد من الدول المؤثرة إقليميا واستمرارها في الحوار وفتح العلاقات وتعزيزها.
٦. التفاهم القوي بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال، وهو ما نتج عنه تمرير صفقة القرن والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، وإلغاء أي أمل لمحمود عباس بإطلاق التسوية وإنهاء فكرة الدولة وتشريع الاستيطان وإسقاط حق العودة ووصف منظمة التحرير بأنها إرهابية. وهو ما يعني انهيار حلم محمود عباس التفاوضي.
٧. الالتفاف الشعبي الكبير داخل وخارج فلسطين حول حركة حماس، وهذا برز في أكثر من محطة سواء عبر الانتخابات التي جرت في الجامعات، أو عبر التأييد الشعبي للمقاومة أو من خلال دورها في دول اللجوء. وقدرة حماس على الوقوف إلى جانب حقوق ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين والدفاع عنهم.
هذه الأسباب وغيرها أيضاً ساهمت في تحول محمود عباس إلى معطل للحوار الوطني، ومدمر للمشروع الوطني الفلسطيني، وعدو للمقاومة دون أن يحصل على مكافئ سياسي بسبب كل ما قدمه للاحتلال، وهو رفع في الأسابيع الماضية من تصريحاته التي يدافع فيها عن الاحتلال، ويؤكد التنسيق الأمني ويرفض كل أشكال المقاومة.
المشكلة أن الخاسر الأكبر من سلوك عباس الهستيري هذا, القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، والشهداء الأبطال والجرحى والأسرى، ولنا في عائلة البرغوثي ونعالوة المثال الحي.