فلسطين أون لاين

الجمعة الـ42 .. تحدٍّ للاحتلال ومطالبات بكسر حصار غزة

...
الآلاف يشاركون في مسيرات العودة
غزة/ نور الدين صالح:

كانت علامات الصمود والتحدي حاضرة على وجوه الجماهير الفلسطينية التي شاركت في الجمعة الـ42 لمسيرة العودة وكسر الحصار المُنطلقة على امتداد السياج الفاصل شرق قطاع غزة منذ 30 مارس/ آذار المنصرم.

وجاءت هذه الجمعة التي حضرها عشرات الآلاف من المواطنين تحت عنوان "صمودنا سيكسر الحصار"، في ظل اشتداد حلقات الحصار المفروض على قطاع غزة، سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو السلطة الفلسطينية برام الله.

ورغم التزام المشاركين في مسيرة العودة بالتظاهر السلمي وعدم الاقتراب من السياج الفاصل، إلا أن جنود الاحتلال المتمركزين أعلى "السواتر الرملية" صبوا جام غضبهم عليهم وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز صوبهم، ما أسفر عن استشهاد سيدة وإصابة آخرين.

المواطن نبيل الدبش أحد المشاركين في مسيرة العودة بمنطقة "ملكة" شرق غزة، كان يتقدم خطوة تلو الأخرى باتجاه السياج الفاصل، في رسالة تحدٍّ للاحتلال وقناصته، للمطالبة بحقه في العودة لأرضه المحتلة عام 1948.

يقول الدبش لصحيفة "فلسطين": إن مسيرة العودة إحدى الوسائل السلمية التي توصل صوت الشعب الفلسطيني للمجتمع الدولي للتعريف بقضيته وحقه في الأرض الفلسطينية، مشددًا على أن مشاركته في المسيرة جاءت للتأكيد على حقه في العودة للديار الفلسطينية المحتلة.

ويرى الدبش أن تسمية الجمعة الـ42 بهذا الاسم "مناسبة" خاصة في ظل قسوة الوضع الراهن واشتداد وطأة الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ويؤكد أنه سيواصل مشاركته في فعاليات مسيرة العودة، واستخدام كل الطرق السلمية، وصولًا إلى كسر الحصار المفروض على القطاع.

على بُعد أمتار من الدبش، كان الحاج عطا عايش (65 عامًا) يقف فوق "تلة رمل" صغيرة وهو يُحدق بنظره إلى ما خلف السياج الفاصل وعيونه ترنو للأراضي الخضراء التي اغتصبتها عصابات الاحتلال الصهيونية.

ويؤكد عايش لـ"فلسطين" ضرورة كسر الحصار المفروض على غزة، والحصول على حياة كريمة كباقي دول العالم.

ويستنكر وحشية الاحتلال واستهدافه المشاركين في مسيرة العودة من خلال إطلاق النار الحي وقنابل الغاز، مطالبًا الدول العربية والإسلامية بالضغط على الاحتلال من أجل رفع حصاره المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن 12 عامًا.

ويقول: "لا تُخيفنا تهديدات الاحتلال ولا صواريخه، فالخوف انتُزع من قلوب كل الفلسطينيين، ومهما فعل بنا سنبقى صامدين على أرضنا بشعبيتنا وأدواتنا السلمية".

ويُطالب عايش، السلطة برام الله ورئيسها محمود عباس، برفع إجراءاته العقابية ضد قطاع غزة، ودعم الشعب الفلسطيني وتوفير الحياة الكريمة له.

الفتاة هبة محمد (17 عامًا) التي لفّت الكوفية السمراء على وجهها، تؤكد إصرارها على المشاركة في مسيرة العودة، لإثبات حقها في العودة للأراضي المُحتلة.

وتقول هبة: "لن نتوقف عن المشاركة في مسيرة العودة رغم تهديدات الاحتلال"، مشيرةً إلى أنها تُشارك في المسيرة منذ انطلاقها.

وتدعو الكل الفلسطيني للمشاركة في مسيرة العودة، لإثبات ضعف الاحتلال أمام صمود الشعب الفلسطيني الذي لا يمتلك أسلحة قتالية، إنما يُقاوم بأدواته السلمية، مطالبةً السلطة برفع عقوباتها عن غزة.

ويعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ أكثر من 12 عاما، إضافة لإجراءات السلطة العقابية التي فرضتها في شهر إبريل/ نيسان 2017، وطالت مختلف مناحي الحياة.