قائمة الموقع

​"لُبن الشرقية" طبيعة خلابة وتنوع حيواني مهمش

2019-01-12T08:50:57+02:00
قرية لُبن الشرقية


في منتصف نوفمبر حينما تشاهد مروجها يسحرك اللون الأخضر بدرجاته وصولًا للبني الداكن حتى الفاتح في منظر خلاب، تُدهش حينما تشاهد غزالًا يركض بين أشجار اللوز والبطم، على جبالها بيوت تحت الأرض منحوتة من الصخور، هذا ليس وصفًا لمنطقة في لبنان مثلا, بل في "قرية لُبنْ الشرقية" التي تقع ما بين نابلس ورام الله.

التهميش الذي تتعرض له القرية جعل الشاب واجد النوباني الذي ولد وترعرع فيها، يتخذ على عاتقه التعريف بتاريخ وآثار القرية وتنوعها الحيواني والنباتي، ونشر الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها بنفسه، واستطاع أن يجذب الفلسطينيين لاكتشافها وكانت مهمته وضع مسار لهذه المجموعات المستكشفة.

هاوٍ للتصوير

النوباني (29 عامًا)، تخصص في علم النفس ولكن هواية التصوير أخذته إلى مكان آخر لالتقاط سحر الطبيعة في لُبن الشرقية المهمشة والتي يجهلها كثير من الفلسطينيين.

يقول النوباني لـ"فلسطين": "هي قرية تبلغ مساحتها 12500 دونم، وعدد سكانها حوالي 3500 نسمة، وهي عبارة عن موقع أثري تاريخه يرجع للكنعانيين، وهي منطقة جبلية تطل على وسط مدن الضفة ويافا".

ويبين أنه بدأ بنشر الصور التي يلتقطها بنفسه لقريته منذ أربعة أعوام تقريبًا، لتعريف الناس بقريته وجذبهم لزيارتها واستطاع استقطابهم من جميع مدن الضفة الغربية والقدس، والداخل المحتل.

ويعتقد أن كلمة اللُبن جاءت من كلمة (لبانوتا) باللغة السريانية وتعني صنع اللبن وأضيف لاسم القرية (الشرقية) تميزًا لها عن القرية الموجودة في قضاء الرملة، يكثر فيها وجوارها الينابيع منها بئر اللبن، تزود القرية بالمياه بواسطة أنابيب وفيها أيضًا عين السامري وعين الجديدة ويقعان في غرب القرية .

طبيعة خلابة

والنوباني مولع بالطبيعة الخلابة لقريته والحضارات التي مرت عليها وآثارها الباقية من العصر الروماني واليوناني والبيزنطي حتى الآن، من معبد، وكنيسة، ومعاصر للعنب، ومذبح وثني قديم، ومغارات، وبها أكبر شجرة بُطم فلسطيني في فلسطين.

ويشير إلى أنه يستقي معلوماته بالبحث في آثار القرية والقراءة عنها، وسؤال المختصين بالآثار، ويشكو النوباني من تقصير الحكومة بحماية الآثار، واستغلالها كوجهة سياحية يمكن أن تجذب السياح لها.

ويلفت إلى أن قرية لُبن الشرقية يوجد بها جبل طاروجا يطل على خط طويل من الساحل ويافا، وجبلا جرزيم وعيبال، ومساحة كبيرة من وسط الضفة.

ويرافق النوباني المجموعات التي تأتي لزيارة قريته، حيث يقود المسير لأنه على دراية بالطرق الجبلية للقرية لوقوعها على سفح جبل، ويعرفهم على الطبيعة البرية، والحيوانات كالوبر الصخري، والغزلان، والثعلب الأحمر، وعصفور الشمس الفلسطيني.

وأكثر ما يجذب الزوار لقرية "لبن الشرقية"، يبين أنهم يميلون لالتقاط صور مع الغزلان، والتعرف على البيوت المحفورة في الصخور والتي يتم الوصول إليها من سرداب في نهايته يوجد بيوت كان الأجداد يعيشون بها قديمًا لحماية أنفسهم.

خرب مجهولة الاسم

ويلفت النوباني إلى أن القرية بها عدد من الخرب القديمة، والتي لا يعرف أسماء لها حاليًا، كونها تعرضت للتنقيب والسرقة، لذا أصبح أهل القرية ينسبونها للمكان الموجودة فيه بغض النظر عن تاريخها، مثل خربة تل اللوز، والخربة الرومانية لأن أكثر آثارها رومانية.

وتشتهر لُبن الشرقية بالطبيعة الجبلية الوعرة، وتلاصق بيوتها، وأشجار البُطم الفلسطيني، والقيقب، والسريس، واللوز، وفي فصل الشتاء يزرعون القمح، والحمص، والفقوس، ودوار الشمس.

ويذكر النوباني أن الاحتلال استقطع أجزاءً من أراضي القرية وبنى عليها مستوطنات، وأصبحوا يعيثون فسادًا فيها.


اخبار ذات صلة