قائمة الموقع

​الإجازة الشتوية كابوس الأمهات

2019-01-12T07:35:58+02:00

انتهى الفصل الدراسي الأول، وبدأت إجازة منتصف العام لجميع الأطفال، لتبدأ معاناة الأهالي في كيفية قضاء الإجازة الشتوية، لكون البرد القارس هو المسيطر على الأجواء، ويرافقه المطر، فكيف السبيل للذهاب إلى المتنزهات والمرافق العامة للترفيه؟

"فلسطين" استعرضت آراء عدد من الأهالي، وختمت برأي اختصاصية وضعت حلولًا لأولياء الأمور لإجازة سعيدة، والتفاصيل تتبع في سياق التقرير:

التخطيط والمشاركة

د. محمد عوض لديه طفلان، التحقا منذ عامين بمركز التحفيظ في المسجد القريب من منزلهما، وإن توافرت المخيمات الشتوية يلحقهما بها، وإن لم تتوافر خرج معهما إلى المرافق العامة، إن سمحت الأحوال الجوية.

ويلفت د. عوض إلى أنه أخيرًا أصبح يفرغ طاقتهما بتركهما يشاهدان بعض مقاطع (يو تيوب) الهادفة، وإعطائهما مدة زمنية معينة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز، والتلوين بدفاتر الرسم، وبعض الألعاب التي تستغرق وقتًا، مبينًا أنه يحرص هو ووالدتهما على مشاركتهما في اللعب.

أما فاطمة الزهراء سحويل فتقول: "يجب أن يخطط الوالدان جيدًا للإجازة الشتوية، لكون الخروج من المنزل فيها صعبًا بسبب الأحوال الجوية الباردة"، مبينة أنها تختار لأطفالها ما يمكنه تنمية مهاراتهم واهتماماتهم، مثل: التدريب على لعبة الشطرنج، أو بنك الحظ، واختيار أفلام طفولية معينة لتنمية الخيال والتفكير.

وتتابع سحويل: "ندربهم على مهارات الرسم والتلوين والأشغال الفنية لتنمية عضلاتهم، ونروي القصص، أو نوفر لهم القصص، إن كانوا في سن يحسنون فيها القراءة، وزيارة مركز القطان للطفل"، مبينة أنها تعلمهم المشاركة في الأعمال المنزلية لتدريبهم على المسؤولية، وتطلب منهم اختيار نوع الطعام وتنفيذه وفقًا لما هو متوافر في المنزل.

الحوافز والتعاقدات

وبالانتقال إلى أستاذة الصحة النفسية في جامعة الأقصى د. عايدة صالح تبين أن الأمر يتعلق بسن الطفل، وأفضل الحلول في إجازة الشتاء هو الزيارات العائلية.

أما في داخل المنزل فتذكر د. صالح لصحيفة "فلسطين" أنه من الممكن للوالدين اللعب مع أطفالهما، ويمكن تعليم الفتيات التطريز أو صناعة الدمى والعرائس، مضيفة: "إن كان وضع الأسرة المادي صعبًا؛ يمكن بتعلم الفتاة التطريز مساعدة والدتها بإدخال دخل مادي على المنزل، إضافة إلى أنه يلغي وقت الفراغ ولا تشعر الفتاة بالملل".

وفي حديثها عن الذكور تلفت إلى أن الشباب كلٌّ حسب هوايته، فمنهم من يحبون الألعاب الإلكترونية، وإن كان الواجب على الوالدين المراقبة وتنظيم الوقت، حتى لا يتأثر ذهن الطفل سلبًا.

وتستدرك د. صالح بقولها: "ويمكن تطبيق الوالدان نظام التعاقد مع الطفل؛ فيربطان مساعدته لهما في البيت أو إنجاز مهام معينة بنقاط وامتيازات وجوائز -مثلًا- يحبها الطفل"، مؤكدة أنه ليس من الضروري أن تكون الجوائز كبيرة القيمة، بل تتماشى مع الوضع الاقتصادي للعائلة، واختيار مهام يسهل للطفل تنفيذها، مثلًا: إحضار حاجيات المنزل من الخارج، والمساعدة في ترتيب البيت، والمحافظة على الصلوات الخمسة، وغيرها.

"وإن كان الأطفال صغار السن يمكن السماح لهم باللعب بطين الصلصال أو المكعبات، وغيرها من الألعاب الخفيفة" تقول، مبينة أنه من المفيد جدًّا أن يشارك الوالدان أطفالهما في اللعب.

وتتابع: "يمكن توجيه الصغار إلى مراكز تحفيظ القرآن، وحفظ الأحاديث النبوية، وقراءة القصص المختلفة، وخاصة الدينية، ومناقشة الأبناء فيها، ووضع الحوافز لهم"، وبهذا لا يكون هناك أي وقت فراغ للأطفال طوال الإجازة الشتوية، كما تقول.

وتشير إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي في قطاع غزة يقف حائلًا في معظم الأوقات أمام تسجيل الأهل أطفالهم في المخيمات، أو شرائهم الألعاب لهم، فيكون الحل –وفق قولها- الأنشطة المنزلية التي يدرس الوالدان أن تكون منصبة على ما يهتم به أطفالهما.

وتختم د. صالح بتأكيد ضرورة أن يعرف الوالدان ما الهوايات التي يحبها الأطفال، وتوظيفها في الإجازة وتنميتها، والاهتمام أكثر بالعبادات وتعويدهم إياها منذ الصغر.

اخبار ذات صلة