فلسطين أون لاين

​"التواصل مع شقيقك" تهمة تستدعي الاعتقال عند السلطة

...
انتهاكات السلطة ضد المواطنين في مدن الضفة
غزة-رام الله/عبد الرحمن الطهراوي:

لم يدر بخلد الأسير المحرر فرسان خليفة يوما أن تلاحق أجهزة أمن السلطة في رام الله، أشقاءه وعائلته بتهمة التواصل معه وهو المبعد إلى قطاع غزة عقب الإفراج عنه بصفقة "وفاء الأحرار" بخريف عام 2011.

وعلى مدار الأشهر الماضية تعرض عدد من أقارب المحرر خليفة لجملة من الانتهاكات من قبل مختلف الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وتحديدا جهازي الأمن الوقائي والمخابرات، حيث تنوعت الانتهاكات ما بين الاستدعاءات والمداهمات وحملات التفتيش فضلا عن الاعتقالات التعسفية.

وعاشت عائلة المحرر خليفة آخر ظروف الانتهاكات نهاية الشهر الماضي، عندما داهمت قوة من جهاز المخابرات العامة منزل العائلة بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وأجرت عملية تفتيش في أرجاء المنزل قبل أن تصادر عدة أجهزة إلكترونية.

ولم تكن عملية الاقتحام بحد ذاتها موطن استغراب لدى المحرر خليفة، ولكن الأمر الذي أثار دهشته وسخريته في ذات الوقت، هي الأسباب التي دفعت جهاز المخابرات إلى اقتحام منزل العائلة واعتقال شقيقه "فيصل".

وعلى ذلك يعلق خليفة، قائلا لصحيفة "فلسطين": "قبل عملية الاقتحام الأخيرة أجريت اتصالا هاتفيا مع شقيقي مباركا له بالمولود الجديد، وعلى إثر ذلك وجهت أجهزة أمن السلطة لأخي تهمة التواصل مع جهات معادية تسعى لتخريب النظام العام وتوتير العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي".

ويضيف خليفة أنه خلال جولات التحقيق مع شقيقه فيصل، والتي استمرت لخمسة أيام متتالية في أقبية زنازين سجن المخابرات بطولكرم، وجهت له مئات الأسئلة والاستفسارات والتي كان منها "ما علاقتك بفرسان خليفة؟" أي شقيقه المبعد إلى غزة.

ويصف خليفة اعتداءات السلطة بحق عائلته بـ"التصرفات التي تتنافى مع كل المعايير الوطنية والأخلاقية والتي لا تخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي الساعي لتقطيع أوصال الشعب الفلسطيني وتقسيم المقسم في قطاع غزة والضفة الغربية، داعيا السلطة إلى وقف هجمتها المسعورة بحق معارضيها السياسيين والتفرغ لمواجهة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية.

ولم تكن عائلة المحرر ياسين ربيع المبعد إلى غزة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أحسن حالا من رفيقه خليفة، حيث تناوبت الأجهزة الأمنية على اعتقال مجموعة من أفراد عائلته وحمولته دون أي أسباب تذكر.

واستنكر ربيع ممارسات أجهزة السلطة بحق عائلته دون أي احترام للشهداء والأسرى والجرحى الذين خرجوا من رحم العائلة طوال سنوات النضال الفلسطيني، قائلا: "أشعر باستياء كبير أن يصلني خبر اقتحام أفراد الأمن لمنزل عائلتي وترويع الأطفال والنساء فضلا عن تخريب الممتلكات".

وتساءل ربيع مستغربا "هل أصبح تواصلي مع أشقائي تهمة تستدعي اقتحام المنزل بشكل هجمي لا يكاد يختلف عن ممارسات جنود الاحتلال، ولصالح من تتسابق أجهزة السلطة واللجنة الأمنية المشتركة على توزيع الاستدعاءات على أفراد عائلته؟".

ويرى أن سلطة محمود عباس وأجهزته الأمنية يقودان حربا بالإنابة عن الاحتلال، للقضاء على وجود حركة حماس من خلال حملات الاعتقال والملاحقة التي تمارس ضد أفرادها وأنصارها بشكل يومي في مختلف مدن الضفة الغربية.

وإلى جانب عائلتي خليفة وربيع تعرضت خلال الأيام القليلة الماضية عوائل أخرى لحملات استهداف من أجهزة السلطة، كان منها اقتحام منزل عائلة المحرر المبعد جاسر البرغوثي، شقيق والدة الشهيد صالح البرغوثي والأسير عاصم البرغوثي، والذي يتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية "جفعات أساف" منتصف الشهر الماضي.