قائمة الموقع

بلدة الخضر.. مرتعٌ للاستيطان واعتقالات "بالجملة"

2019-01-10T07:46:26+02:00

غالبية البلدات الفلسطينية تتعرض لحرب صامتة مدروسة إسرائيليا على جميع الصعد، فالهدف هو السيطرة على أراضيها واستخدامها لصالح المشاريع الاستيطانية التي باتت تنهش مساحات واسعة وبشكل منتظم من الأراضي الفلسطينية.

بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة واحدة من أبرز البلدات التي تعاني تحت سياط الاستيطان ويتعرض أبناؤها لحملات اعتقال شبه يومية تحت حجج مختلفة، حيث لا تكاد تمر ليلة إلا ويتم اعتقال عدد من الفلسطينيين من أهالي البلدة لتتصدر هي وبلدات أخرى قائمة أعلى نسبة اعتقالات.

ويوضح الناشط الشعبي زياد صلاح لصحيفة "فلسطين"، هجوم الاحتلال على بلدة الخضر منذ فترة طويلة بطريقة شرسة بحجة أن الشبان يقومون بإلقاء الحجارة على الشارع الاستيطاني المحاذي للبلدة، ولكن هدف الهجمة هذه هي ترهيب المواطنين.

ويشير صلاح إلى أن الاحتلال يهدف إلى السيطرة على البلدة بكل الوسائل، فقام بزرع مستوطناته حولها ويصادر بين الحين والآخر مساحات من أراضيها ويسلط مستوطنيه على منازل المواطنين ما يترجم أهداف هذه الهجمة والتي تعني تضييق الخناق على أهالي الخضر فقط.

ويبين صلاح أن الاحتلال اعتقل خلال الفترة القريبة الماضية أكثر من 30 مواطنا من البلدة بينهم فتية تقل أعمارهم عن 17 عاما، حيث بالعادة يتم تحويلهم إلى محاكم الاحتلال وإصدار أحكام مختلفة عليهم، وكان من بينهم الناشط أحمد صلاح ونجله جيفارا.

ويضيف: "خلال الأيام الماضية صادر الاحتلال جرافات كانت تحاول العمل في افتتاح حديقة عامة تكون متنفسا للمواطنين بالقرب من الجدار العنصري الذي يلتهم أراضيها، كما يقوم الجنود بشكل دوري بإغلاق حاجز المدارس وحاجز النشاش وهما من الحواجز الرئيسية التي تعرقل حركة المواطنين في البلدة وتصعب معيشتهم".

ويقول صلاح إن الاحتلال كذلك يقوم بتضييق الخناق على طلبة المدارس من خلال اقتحام مدارسهم وإلقاء قنابل الغاز صوبهم والاعتداء على المعلمين والتذرع بالقيام بأعمال تفتيش داخل المدارس من أجل البحث عن ملقي الحجارة وخلال ذلك يقومون بتخريب محتوياتها ما يؤثر على سير العملية التعليمية.

الاستهداف الأوسع

ومن بين البلدات الفلسطينية تعدّ الخضر واحدة من أكثر المناطق استهدافا على يد الاحتلال، كل ذلك من أجل التمهيد لمخطط السيطرة على الأراضي الواسعة ضمن مشروع القدس الكبرى الذي يعكف الاحتلال على إتمامه عام 2020 ضاما أراضي من مدينتي الخليل وبيت لحم.

ويقول المواطن محمود صلاح من البلدة لـ"فلسطين"، إن الاحتلال يقوم بشكل يومي بتنفيذ أجندته الخاصة على أراضي البلدة من خلال أساليب عدة أبرزها الاعتقالات والمداهمات الليلية.

ويوضح أن الاستهداف وصل إلى النادي الرياضي في البلدة والذي يعتبر من أقوى الفرق الرياضية على مستوى الوطن والمسمى نادي شباب الخضر الرياضي، حيث وصل الفريق إلى مستويات دولية في المنافسة ولكن الاحتلال قام بالتضييق عليه من خلال اعتقال ثلاثة لاعبين فيه خلال الأيام الماضية ما أدى إلى التأثير على أداء الفريق.

ويشير إلى أن الاحتلال يسعى إلى تسهيل السيطرة على أراضي البلدة من خلال المستوطنات وإقامة الحواجز العسكرية التي تلتهم مساحات من الأراضي تحت حجج أمنية وكذلك الجدار العنصري الذي يصادر آلاف الدونمات من أراضيها.

ويضيف: في البداية صادر الاحتلال 218 دونما من أراضي البلدة عام 1948 ثم صادر 4500 دونم لإنشاء مستوطنة "كفار عتصيون" على أراضيها وبعدها صادر 200 دونم لإقامة مستوطنة "دانيال" ومئات الدونمات بعدها لإقامة مستوطنة "أليعازر" ثم مستوطنة "إفرات" التي تعتبر الآن من أكبر المستوطنات في جنوب الضفة.

ورغم كل ما تتعرض له البلدة ذات التعداد السكاني الذي يفوق 12 ألف نسمة إلا أن أهاليها يحاولون الحفاظ على موروثاتهم بزراعة العنب والمنتجات الأخرى في أرضهم الخصبة التي تشتهر بالزراعة.

اخبار ذات صلة