بعد تسعة أشهر على انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار عن قطاع غزة السلمية، يواصل اللاعب الرياضي علاء الدالي مسيرته الرياضية رغم إصابته في أول أيام المسيرة، في الذكرى الـ42 لأحداث يوم الأرض، وبتر قدمه في محاولة احتلالية لقتل أحلام "بطل فلسطين" في الدراجات الهوائية.
وعلى إرادته القوية يتعكز الرياضي الدالي، معلنًا إصراره على المضي قدمًا في مسيرته الرياضية، وإتمام أحلامه للوصول إلى العالمية، وليقف على ساقه الوحيدة حاملًا علم فلسطين، ممثلًا لها في مباريات دولية.
وبمعنويات عالية يتحدث الدالي لـصحيفة "فلسطين" عن إصابته: "كنت مشاركًا مع عدد من الأصدقاء في فعالية سلمية بمناسبة ذكرى يوم الأرض بدراجاتنا الهوائية، للمطالبة بحقوقنا المشروعة".
مع تلك المشاركة السلمية، واجهت قوات الاحتلال الشاب بعنف وهمجية كبيرة، لتخترق رصاصات قناصة الاحتلال المتفجرة قدم الشاب علاء، الذي كان على مسافة نحو 300 متر من السياج الاحتلالي الفاصل.
تلك الرصاصات المسمومة أعلنت بدء مرحلة جديدة من المعاناة والألم، لتبتر قدم الدالي اليمنى بعد مكوثه في غرف العناية المركزية بالمستشفى الأوروبي خمسة أيام متواصلة.
وبعد تلك الإصابة ومع بدء الشاب الدالي في التعافي، لم يترك دراجته الهوائية وحيدة، إذ بدأ ارتياد أحد الأندية الرياضية قرب بيته السكني في حي البرازيل بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ليستعيد قوته وعافيته.
ويقول: "الإصابة أثرت في صحتي ومستقبلي، لكنني رغم الإصابة تعديت المراحل الصعبة بقدم واحدة بعد البتر، وبدأت أتدرب في نادٍ رياضي لأبدأ في تحقيق أحلامي نحو العالمية"، مشيرًا إلى أنه لم يتمكن من السفر إلى مسابقة دولية في دولة إندونيسيا ممثلًا عن فلسطين، للمشاركة في مسابقة رياضية لذوي الإعاقة.
ويضيف: "رسالتي إلى الاحتلال الإسرائيلي: سأحقق أحلامي بقدمي الوحيدة، وسأنتصر على جنودك المجرمين، وسيرفرف علم فلسطين في دول مختلفة"، مؤكدًا استمراره في مشواره الرياضي حتى تحقيق أحلامه.
ويطالب الشاب العشريني الجهات المعنية بالعمل على تركيب قدم صناعية متطورة للمساعدة في إتمام حياته الرياضية، والمشاركة في مباريات دولية لسباق الدراجات الهوائية.
ويحلم الشاب بالعودة إلى مدينة يافا التي هجر منها أجداده، قائلًا بلهفة كبيرة: "سيستمر نضال شعبنا السلمي حتى تحقيق حق العودة، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي حتى العودة إلى أراضي أجدادنا التي هجروا منها".
وأوضح الشاب أن الاستهداف الاحتلالي له ولعدد من أصدقائه الذين كانوا على دراجاتهم الهوائية، يهدف لإعاقة مسيرتهم الرياضية، مشددًا على استمراره في اللعب كرياضي فلسطيني متخصص في رياضة الدراجات الهوائية.
وانطلقت مسيرة العودة الكبرى بمشاركة شعبية حاشدة في خمسة مخيمات عودة شرق القطاع؛ وتنادي بتنفيذ حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، ورفع الحصار عن غزة.
وأسفر استخدام الاحتلال العنف ضد المشاركين في المسيرة السلمية عن استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون.