قائمة الموقع

المصاب "أبو جلهوم".. مُنتَصِب القامة يمشي

2019-01-06T14:40:57+02:00

يصر طارق أبو جلهوم على المشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية رغم بتر ساقه اليسرى بعد إصابتها برصاصة متفجرة فتكت بها.

وفي كل مرة يذهب للمشاركة مجددًا في المسيرات، يحمل عكازيه ويتحرك بواسطتهما بين حشود المواطنين القادمين للاحتجاج سلميًا رفضًا لاستمرار الحصار وانتهاكات جيش الاحتلال.

ويبدو الشاب غير مبالٍ بالرصاص الذي يتطاير بجوار المتظاهرين وفوق رؤوسهم.

"سأكمل مشوار النضال حتى تتحقق أهدافنا"، يقول طارق البالغ عمره (18 عامًا) لصحيفة "فلسطين".

وكان طارق أصيب برصاص قناص الاحتلال الإسرائيلي في مسيرة سلمية شرق جباليا منتصف ديسمبر / كانون الأول 2017، خرجت احتجاجًا على إعلان رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، القدس المحتلة عاصمة مزعومة لـ(إسرائيل)، في السادس من الشهر ذاته.

ولحظة إصابته بالرصاصة المتفجرة، سقط أرضًا وغاب تمامًا عن الوعي ونزف دمًا بغزارة، وكاد أن يفقد حياته لولا فِرق الإسعاف التي نقلته إلى مجمع الشفاء؛ كبرى مستشفيات القطاع الساحلي البالغ تعداد سكانه أكثر من مليوني نسمة.

وفي المجمع الطبي اضطر الأطباء إلى بتر ساق الشاب بعد 12 يومًا من الإصابة؛ حاولوا خلالها معالجته لكنهم لم يتمكنوا بفعل ما أحدثته الرصاصة المتفجرة من تهتكات في ساقه.

وامتدت رحلة علاج طارق 40 يومًا في مجمع الشفاء، 25 يومًا منها في غرف العناية المركزية، استهلك خلالها 70 وحدة دم.

ويقول إن الرصاصة الاحتلالية غيرت مجرى حياته، لكنه استطاع التأقلم مع الوضع الجديد الذي فرضته قناصة جيش الاحتلال المختبئين وراء تلال رملية عالية تقع في الجانب الآخر من السياج الاحتلالي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

واستطاع بعد الإصابة إكمال دراسته المدرسية، وإنهاء الثانوية العامة.

حتى إنه يحرص على المشاركة في المسيرات الكبرى التي انطلقت بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إصابته، وامتدت منذ ذلك الحين، رغم القمع الاحتلالي واستخدام القوة المفرطة وأسلحة محرمة دوليًّا، ومنها الرصاص المتفجر والغازات السامة، وقنابل أسقطتها طائرات حربية من دون طيار على بعض المتظاهرين.

ويقول إنه لا يخشى المشاركة مجددًا في المسيرات بمخيم العودة قرب السياج شرق بلدة جباليا، في شمالي القطاع المحاصر.

ويرى في مشاركته من جديد بالمسيرات فرصة لمن لم يشارك أو يتردد في المجيء إلى مخيمات العودة القريبة من السياج الفاصل، للمطالبة برفع الحصار عن غزة ومنح أهلها الحياة، وتأكيدًا على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجر ذووهم منها إبان نكبة 1948.

ودائمًا يتساءل أبو جلهوم عن سبب استخدام جيش الاحتلال رصاصًا محرمًا دوليًّا ضد المتظاهرين السلميين، ويقول: إن الرصاص والغاز والقنابل، لن يرهبنا أو يخيفنا، ودماؤنا ليست أغلى من القدس وفلسطين.

ويبدو طارق منتصب القامة وهو يمشي في مخيمات العودة الممتدة على طول الشمال الشرقي لقطاع غزة، والتي يجيء إليها في كل فعالية تشهدها، ويدرك أن المشهد الذي عاشه نهاية العام الماضي قد يتكرر مرة ثانية ويصاب من جديد، وقد يكلفه ذلك حياته هذه المرة، لكنه لا يخشى ذلك أبدًا، ويصرُّ على المشاركة ويطالب باستمرار المسيرات حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها.

اخبار ذات صلة