قائمة الموقع

​كيف نساند المطلقة والأرملة في فلسطين؟

2019-01-05T11:19:22+02:00

تبدأ معاناة النساء المطلقات والأرامل في المجتمع الفلسطيني بالنظرة السلبية لهن وفقدان أزواجهن، وليس انتهاءً بالمشكلات من الأهل والأبناء، إلى جانب سلب بعض حقوقهن في الحياة.

نرمين أبو اسبيتان التي خصصت موضوع رسالة حصولها على درجة الدكتوراة "المساندة الاجتماعية وعلاقتها بالصلابة النفسية والأمن النفسي لدى المرأة الفلسطينية المطلقة والأرملة، دراسة مقارنة"، أشارت إلى أن اختيارها لهذا الموضوع كان نابعًا من أن فئة المطلقات والأرامل أكثر فئة مهمشة وبحاجة لرعاية نفسية واجتماعية، إضافة لقلة الدراسات التي سلطت الضوء على قضايا هذه الفئة، "وبصفتي مختصة في هذا المجال وأشرفت على علاج العديد من الحالات، دفعني ذلك إلى تمحور موضوعي حول هذه الفئة"، وفق قولها.

وأوضحت أن الدراسة تهدف إلى التعرف إلى طبيعة العلاقة بين المساندة الاجتماعية بالصلابة النفسية والأمن النفسي، إضافة إلى التعرف إلى الفروق في مستوى المساندة الاجتماعية.

ونبهت إلى أن الصلابة النفسية هي امتلاك النساء المطلقات والأرامل مجموعة سمات تجعلها قوية في نفسها أمام الصعاب والعوائق، وتتكون من ثلاثة أبعاد: الالتزام والتحكم والتحدي، أما الأمن النفسي فهو شعور المطلقة والأرملة بالسعادة والطمأنينة والراحة النفسية داخليًا وخارجيًا.

وقالت اسبيتان: "والمساندة الاجتماعية هي ثقة المرأة المطلقة والأرملة بوجود الأسرة والأقارب والأصدقاء التي تقدم لها الرعاية والاهتمام حينما تشعر بحاجتها للدعم، كما تعمل على تكيفها مع المجتمع في أحلك الظروف".

وبينت أن الدراسة خرجت بنتائج مفادها وجود فروق جوهرية في الدرجة الكلية للمساندة الاجتماعية تعزى لنوع العينة لصالح النساء الأرامل، وسبب ذلك يعود إلى طبيعة النظرة التي ينظر فيها المجتمع إلى المرأة المطلقة، نظرة شك وريبة في تصرفاتها وسلوكها، ما يجعلها غالبًا تشعر بالذنب والفشل العاطفي والجنسي وخيبة الأمل والإحباط.

وتابعت حديثها: "ما يزيدها تعقيدًا، ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي، فرجوعها إلى أهلها وبعد أن ظنوا أنهم ستروها بزواجها، وصدمتهم بعودتها موسومة بلقب مطلقة، ما يرغم الأم في كثير من الأحيان على التخلي عن حقها في رعايتهم إذا لم تكن عاملة أو ليس لها مصدر كافٍ، فتلوكها ألسنة السوء وتكون المراقبة والحراسة أشد وأكثر إيلامًا".

ولفتت اسبيتان إلى أن هناك فروقًا جوهرية في الدرجة الكلية للصلابة النفسية تعزى لعدد الأبناء لصالح النساء المطلقات والأرامل اللواتي لديهنّ ثلاث أبناء فأكثر، وتوجد فروق جوهرية في الدرجة الكلية للمساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي تعزى للمستوى التعليمي، كأن يكون جامعيًّا فأكثر، إضافة إلى أن مدة الزواج تكون ثلاث سنوات فأكثر.

وخرجت من الدراسة بعدة توصيات تستفيد منها المطلقة والأرملة والقائمين على رعايتها في المجتمع الفلسطيني، وتابعت حديثها: "لا بد من العمل على تصميم برامج إرشادية علاجية، والقيام بعمل زيارة ميدانية للوقوف على مشكلاتهن وإيجاد الحلول، إضافة إلى العمل على تفعيل دور مؤسسات المجتمع لتبني هذه الفئة وزيادة وعيهن بذاتهن وقدراتهن، وقيام الوزارات على إتاحة فرص عمل ليعتمدن على ذواتهن ويكنّ أقل حاجة للسؤال أو الشفقة، ويكتفين بالقيام بمطالبهن".

اخبار ذات صلة