قائمة الموقع

نظافة الشوارع.. دور متكامل بين المواطنين والبلديات

2019-01-04T20:57:36+02:00

سيارة يحتفظ صاحبها بعقب السيجارة ليلقي به في أول سلة مهملات على الطريق، وآخر يطلق يده من شباكها الفاره ملقيًا إياه في الشارع، هذا مشهد يظهر تعدد التصرفات في المجتمع كما آراء المواطنين في المسؤولية عن النظافة.

وسط مدينة غزة، استطلعت صحيفة "فلسطين" رأي الشاب نسيم أبو عجينة، الذي يحمل درجة الماجستير في الحديث الشريف، في مسألة نظافة الشوارع، وهو يعتقد أن ثلثي المسؤولية يقعان على عاتق البلديات، والثلث الأخير على عاتق المواطن.

وعن تفسير ذلك يقول: "أحيانًا جهود البلديات لا تواكب المستوى المطلوب منها، وتمر أوقات في الشتاء والصيف تشهد تكدس النفايات في الشوارع أو مصارف المياه، وفي النهاية البلديات هي الجهة المكلفة رسميًّا، لأنها تمتلك معدات وتشغل موظفين يلقى على عاتقهم مهمة توفير بيئة مريحة للمواطنين".

ويتحدث أبو عجينة عن أن الشوارع المعبدة تريح الناس، ويقل فيها تكدس النفايات، بعكس الترابية، ما يعني تفاوت مستوى النظافة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه لابد من مزيد من التنظيم لمرور العربات التي تجرها الحيوانات في الشوارع.

ويلفت إلى أن المجتمع يضم الطفل والشاب والمسن والمرأة والمتعلم وغير المتعلم والمثقف وغير المثقف، وقد لا يتصرفون بالطريقة نفسها فيما يتعلق بإجراءات النظافة، معززًا بذلك رأيه أن الجهد الأكبر ينصب على عاتق البلديات، مع أنه على المواطن بذل الجهد أيضًا.

ما المطلوب من البلديات؟، ردًّا على هذا السؤال يجيب بأن عليها إعداد خطط، وأن تتوزع مهام عمال النظافة على أوقات متعددة خلال اليوم الواحد بالتناوب من الصباح حتى المساء، ومتابعة أحوال الأمطار والمنخفضات الجوية والطقس عامة.

أما المواطن -والكلام لا يزال لـ"أبو عجينة"- فعليه أن يعزز مستويات النظافة في بيته، ومحيطه، والتطوع بنشر هذه الثقافة عند الآخرين، لأن الشوارع النظيفة عنوان للمجتمع الغزي كله.

وينبه إلى أن المجتمع الغزي عامة يتحلى بثقافة النظافة، ومن المطلوب أيضًا من الخطباء والمدارس تعزيز ذلك بالأنشطة التثقيفية والتوعوية، فضلًا عن الدور المهم للإعلام.

ويتفق الشاب علام المصري -وهو مهندس زراعي- مع سابقه في أنه يجب على البلديات تعزيز النشرات التثقيفية، إضافة إلى ضمان إتقان عمل المكلفين بنظافة الشوارع.

وفيما يتعلق بإلقاء بعض المواطنين النفايات على الأرض أو من نوافذ السيارات يشير إلى أن هذا يمثل عندهم عادة تحتاج إلى توعية.

مسؤولية مشتركة

في طريقه إلى مدرسته حيث يدرس في الصف الأول الإعدادي، يقول الطفل فراس أبو شعبان لصحيفة "فلسطين": "المسؤولة عن نظافة البيئة هي البلدية"، لكنه يرى أيضًا أن عدم إلقاء القمامة على الأرض يساهم في نظافتها، وأن هذه المسؤولية مشتركة.

واحتفظ أبو شعبان بأوراق بالية ليلقي بها في أقرب سلة مهملات، مؤكدًا معارضته التامة لإلقائها في الشارع.

لكنه يشير إلى أن من زملائه لا يتصرفون بالطريقة نفسها، واصفًا ذلك بالخطأ.

وتعزيز ثقافة تنظيف الشوارع -والحديث لـ"أبو شعبان"- يجب أن يترافق مع نشر المزيد من الحاويات المخصصة لجمع المهملات في الشوارع.

المسؤولية مشتركة أيضًا من وجهة نظر الأربعينية لبنى جعرور الدارسة للكيمياء، إذ تقول: "إن دور المواطن يكمن في جمع القمامة بأكياس مغلقة، ومعرفة مواعيد إخراجها من المنزل، حتى يتمكن عامل النظافة من التعامل معها".

ومن الممكن أن يكون كل مواطن قدوة للآخرين –تضيف جعرور لصحيفة "فلسطين"- عندما يضع كل صنف من القمامة في مكانه المناسب، كأن يضع الزجاج في مكان آمن، والطعام، وغيره.

وفي الوقت نفسه تضيف لصحيفة "فلسطين": "يفترض أن يتناوب هؤلاء العمال على ثلاثة أوقات عمل يوميًّا".

وتطالب بتوفير المزيد من الحاويات في الشوارع، قائلة: "إنها غير متوافرة بالعدد المطلوب".

في المقابل يقول المدير العام للصحة والبيئة في بلدية غزة م. عبد الرحيم أبو القمبز: "على البلدية واجبات، هي توفير مستلزمات النظافة، وجمع النفايات الصلبة، وكنس الرمال، والقيام بكل ما يتعلق بصحة البيئة".

ويضيف أبو القمبز لصحيفة "فلسطين": "إن واجب المواطن هو المشاركة والمحافظة على نظافة البيئة، ومن ذلك إخراج النفايات في أوقات تحددها البلدية قبل السابعة صباحًا، وعدم إلقائها عشوائيًّا في الشارع، وعدم العبث بوسائل النظافة التي توفرها البلديات".

وعن مدى توافر الحاويات الكبيرة يبين أنه بموجب النظام المتبع حاليًّا 70% من النفايات تُجمع من بيت إلى آخر بسيارة أو عربة تجرها الحيوانات، مقرًا في الوقت نفسه بالحاجة إلى عدد كاف من الآليات التي يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة.

ويشير المسؤول في بلدية غزة إلى أن عمال النظافة يتابعون مخلفات الحيوانات التي تجر العربات، لافتًا إلى أن الحصار والحالة الاقتصادية الصعبة دفعا البلدية إلى التساهل في دخول هذه العربات التي تجرها الحيوانات إلى داخل المدينة.

أما الحاويات الصغيرة فيبين أبو القمبز أن بلديته خاطبت كل الجهات المانحة بهذا الصدد، لكون كل سلة مهملات تحتاج 100 دولار، ما يعني مبالغ كبيرة حتى تُعمم، لكنه يلفت إلى أنها متوافرة في مناطق مثل: "كورنيش البحر" والحدائق العامة وغيرهما.

وأخيرًا يتمم: "لدى البلدية برامج توعية عديدة للمواطنين، بزيارة المنازل أو المدارس، ومن طريق وسائل الإعلام، وأقسام البلدية ومراكزها المتخصصة بالتوعية والمشاركة المجتمعية"، مشجعًا مؤسسات المجتمع المدني على مشاركة البلدية التي تبدي استعدادها للتعاون معها.

اخبار ذات صلة