قائمة الموقع

لاجتماع الأسرة على مائدة واحدة.. نكهة

2019-01-04T19:07:47+02:00
صورة أرشيفية

يحمل جلوس العائلة لتناول الطعام معًا على المائدة مذاقًا خاصًّا، إضافة إلى التأثير النفسي الكبير على أفراد الأسرة، خصوصًا على الأولاد، فهو يساعدهم على الحصول على نمط حياة منتظم.

"فلسطين" سلطت الضوء علىفوائد جلوس العائلة مجتمعةً على مائدة الطعام، بالحديث إلى أ.د. محمود أبو دف أستاذ أصول التربية المتميز بكلية التربية في الجامعة الإسلامية.

وبين أبو دف أن جلوس الآباء مع الأبناء على مائدة الطعام يحقق فوائد مع انشغالات الحياة الكثيرة، قائلًا: "اجتماع الأسرة في مواعيد محددة يؤدي إلى الترابط وتقارب وجهات النظر، وإزالة الفجوة بين الآباء والأبناء، ويعزز الانتماء للأسرة، ما يعني تحقيق السعادة والاطمئنان والاستقرار".

وأكد أن هذا الاجتماع ضرورة لازمة مع تعقيدات الحياة، وتوحيد الاتجاهات وتركيز الاهتمامات في إطار ضغط الحياة الأسرية.

وذكر أبو دف أن اجتماع الأسرة على المائدة يعطي فرصة سانحة الآباء للإجابة عن تساؤلات واستفسارات الأبناء، ما يؤدي إلى تبادل الخبرات، وتسهيل عملية التواصل المعرفي بين الجيل القديم والجيل الجديد.

وقال: "إن الأب المسلم عليه واجب التربية، والتوجيه والإرشاد والرعاية، وعليهم أن يلاحظوا تصرفات الأبناء مثل الأخطاء السلوكية، وعند ملاحظتها يقدمون التوجيه والإرشاد، فيؤدي ذلك إلى تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأبناء، ومعالجة الخطأ السلوكي".

وعد جلوس العائلة معًا وقت العشاء على المائدة مفيدًا جدًّا للأبناء في سن المراهقة؛ "فهو يساعد على التخفيف من خطورة وقوع الأبناء في محاولة استعمال المخدرات أو تدخين السجائر"، وفق قوله.

وأشار أبو دف إلى أن جلوس الآباء مع الأبناء على مائدة الطعام يساهم في تعليم الأبناء آداب السلوك، "كالإنصات إلى الآخر في أثناء كلامه، وتناول الطعام بلباقة، ويعزز اللغة عند الأبناء، ويمنحهم فرصة التعبير عن نفسهم أمام الكبار، ومشاركتهم في أحاديثهم، وبذلك تصبح الروابط العائلية واضحة ومتينة".

وهذا ما يسمى التربية بالصحبة –وفق قوله- التي تثري معلوماتهم، وتتيح للآباء التأثير في أبنائهم، والاجتماع المتكرر يعود الأبناء احترام الوقت والمواعيد، فيبدؤون ترتيب مواعيدهم ترتيبًا لا يخل بهذا الموعد.

وبين أبو دف أن تناول الأسرة الطعام مجتمعةً سلوك غذائي طبيعي، قائلًا: "فالجلوس حول مائدة الطعام لتناول الطعام يعني تبادل الأحاديث، والتعرف إلى بعض العادات المفيدة للطعام والشراب، والتعرف إلى الأشياء النافعة، لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): (اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَز)".

وأشار إلى أن أفراد العائلة يحتاج بعضهم إلى بعض، فمن الناحية النفسية تمنح الوجبة العائلية الأبناء نوعًا من الطمأنينة، إذ إن اللقاء بين الوالدين وأبنائهما يترك انطباعًا جيدًا عند هؤلاء الأخيرين بأن والديهم حاضران دائمًا ليكونا مرجعًا لهم، وإن كانا لا يمضيان الكثير من الوقت معهم.

وتابع: "ويؤثر هذا الاجتماع في الآباء أنفسهم، لأنه يشبع عندهم غريزة الأبوة، فالآباء بطبيعتهم يحبون أن يكون الأبناء قريبين منهم، فيعزز ذلك التواصل والتفاهم فيما بينهم".

وفي نهاية الحديث وجه أبو دف نصيحة للآباء بأن عليهم ضبط مواعيدهم، والاجتماع مع أسرهم قدر الإمكان، والأهم أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في أفعالهم وأقوالهم.

اخبار ذات صلة