مع ظهور أول شعرة بيضاء في الرأس يدب القلق في نفس الإنسان، جراء خسارته لون شعره الطبيعي البراق، خصوصًا مع بلوغ سن الثلاثين، إذ ترتفع فرص تغير لون الشعر ليصبح رماديًّا.
لذلك نجد أنه من المهم معرفة بعض الحقائق عن الشعر، والتعرف إلى أسباب الشيب المبكر، وطرق العلاج، وما المفاهيم الخطأ المتوارثة التي يجب تحطيمها نهائيًّا، وستجدونها في هذا اللقاء مع د. محمد عزيز اختصاصي الأمراض الجلدية وتجميل البشرة.
قال عزيز: "إن الشيب عامةً لا يعد مشكلة لأنه أصبح موضة لدى الشباب، معرفًا الشيب أنه "ظهور الشعر الأبيض مع مرور العمر، وهو ابيضاض الشعر من ناحية جينية، ويحتوي الشعر على الميلانين، وهي الصبغة التي تعطي الشعر لونه، فكلما كان الميلانين أكثر كان لون الشعر أكثر قتامة، نتيجة لذلك عندما يتوقف الجسم عن إنتاج الميلانين الشعر يفقد الصباغ، ويصبح لونه رماديًّا، ويغزو الشعر الأبيض الرأس".
وبين أن ظهور الشيب بعد سن الثلاثين أمر طبيعي، أما إذا شاب أكثر من نصف الشعر قبل سن الثلاثين فهذا سابق لأوانه.
وعند الحديث عن أسباب ظهور الشيب المبكر ذكر عزيز أنه حتى الآن لم يصل العلم إلى الأسباب الجذرية لظهور الشيب، مضيفًا: "توجد عدّة أسبابٍ لظهور الشّيب المبكّر، ومن هذه الأسباب العامل الوراثي، وهو من أهمها، فعند ظهور الشيب عند الآباء والأمهات في سن مبكرة يظهر عند أولادهم الشيب في سن صغيرة".
ومن الأسباب ذكر أيضًا الضّغوطات النّفسيّة والعصبيّة والقلق والتّوتُّر، متابعًا: "حدوث اضطرابات في الغدّة الدّرقيّة، وسوء التغذية، ونقص بعض الفيتامينات مثل:B12,B6, A,D من أسباب ظهور الشيب".
وعلاوة على ذلك أكد عزيز أن هناك أيضًا ظاهرة مرضية مرتبطة بتضرر الجسم من نظام المناعة في الجسم، ما يؤدي إلى تدمير إنتاج الأصباغ، وتحويل لون الشعر إلى الأبيض، مثل البهاق والثعلبة، مشيرًا إلى أن بعض الدراسات بينت أن ظهور الشيب لدى النساء له علاقة بهشاشة العظام.
وبين أنه لا يوجد علاج نهائي للشيب إلا في الحالات المرضية، لأن الذي يسبب الشيب في هذه الحالة عارض، وعند علاج المرض يبدأ الشيب بالتلاشي، مضيفًا: "الشيب سببه جيني، والذي يحدث بأسباب جينية لا يوجد له حل نهائي، مثل الصلع أيضًا".
وأكمل: "الحلول الموجودة حاليًّا لمشكلة الشيب جميعها حلول مؤقتة، وهي حلول لتغطية الشيب، وليس للقضاء على الشيب، مثل الصبغة والمواد التجميلية الأخرى".
ولفت إلى أنه توجد بعض الوصفات الطبيعيّة لتغطية الشّعر الأبيض إلى وقت معين، وتغذي الشعر، ولكن لا ترجع اللون إلى طبيعته، مثل ورق الكاري، وزيت جوز الهند مع عصير الليمون، والحناء، والشاي الأسود.
ونبه عزيز إلى بعض المفاهيم الخطأ المنتشرة بين الناس على أنها تؤدي إلى ظهور الشيب، مثل تلقي أحدهم خبرًا صادمًا أو خبرًا محزنًا ووضع يده على شعره فيظهر الشيب، ومن المعلومات المتوارثة عن الشعر الأبيض من قديم الأزل أن انتزاع شعرة يؤدي إلى انتشاره وزيادة عدده، "ولكن هذه مفاهيم خطأ، وليس لها أي أساس علمي، وعلميًّا غير صحيحة إطلاقًا"، وفق قوله.
وختم بنصائح لتأخير ظهور الشيب: اعتماد التغذية السلمية، والابتعاد قدر الإمكان عن "الكريمات والجل"، واستخدام بدلًا منها زيوت مغذية لفروة الرأس.
