منذ أن سجل اللاعب الفلسطيني أشرف نعمان هدف فوز المنتخب الوطني في مرمى الفلبين في نهائي كأس التحدي 2014، وبالتالي الفوز بلقبها، أشعل به محبة "الفدائي" في قلوب الفلسطينيين.
وفتح هذا الهدف الباب على مصراعيه لمرحلة جديدة من مراحل تطور وانطلاق كرة القدم الفلسطينية على المستويات العربية والإقليمية والدولية، حيث كان الهدف واللقب تأشيرة السفر إلى أستراليا للمشاركة لأول مرة في نهائيات كأس آسيا 2015.
وكان لعزف السلام الوطني الفلسطيني في أول مشاركة للفدائي في أمم آسيا أثر كبير فيمشاعر الفلسطينيين الذين بدؤوا خلالها مرحلة كبيرة من المساندة والدعم للفدائي في مشواره في كل البطولات.
وأوقعت القرعة المنتخب الوطني في المشاركة الأولى عام 2015 في مجموعة صعبة ضمت اليابان والعراق والأردن، التي تلقى فيها الفدائي ثلاث خسائر متتالية، برباعية نظيفة من اليابان، وخماسية مقابل هدف أمام الأردن, وثنائية نظيفة أمام العراق، حيث كان الجهاز الفني للفدائي حينها بقيادة المدرب والمحاضر الآسيوي أحمد الحسن، ومساعده صائب جندية.
ولم تكن مغادرة الفدائي من دور المجموعات في كأس أمم آسيا 2015 بثلاث خسائر أمراً مستغرباً، إلا أنها فتحت باباً كبيراً للمنتخب الوطني من أجل الاستفادة من التجربة الدولية الأولى في أمم آسيا، وبداية مرحلة جديدة من العمل الكبير الذي حقق فيه المنتخب قفزة كبيرة على كل المستويات.
تحدي التصفيات
ومنذ لحظة مغادرة منافسات بطولة كأس أمم آسيا 2015 بدأ العمل الكبير حينها للمنتخب الوطني في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 بقيادة المدير الفني عبد الناصر بركات.
وبدأ مشوار التصفيات المزدوجة بتحدٍ كبير للمنتخب الوطني الذي وقع في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات السعودية والإمارات وماليزيا وتيمور الشرقية.
وحقق الفدائي نتائج جيدة في التصفيات، حيث احتل المركز الثالث في المجموعة برصيد (12) نقطة من (3) انتصارات و(3) تعادلات وخسارتين.
وكان المنتخب الوطني نداً كبيراً في التصفيات، وكان قريباً من التأهل لمراحل متقدمة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، حيث بدأ مشوار الفدائي في مرحلة الذهاب بخسارة قاسية من منتخب السعودية (3/2) في الثواني الأخيرة من المباراة، ثم تمكن الفدائي من اكتساح ماليزيا بنتيجة (6/0)، قبل أن يتعادل مع منتخب الإمارات سلبياً، في حينتعادل الفدائي مع تيمور الشرقية بهدف لمثله.
وفي مرحلة الإياب تعادل الفدائي سلبياً مع السعودية، قبل أن يجدد اكتساحه لمنتخب ماليزيا بنفس نتيجة الذهاب (6/0)، ثم يتعرض لخسارته الثانية في التصفيات من منتخب الإمارات بنتيجة (2/0)، واختتم التصفيات باكتساح تيمور الشرقية بنتيجة (7/0).
ورغم أن طموح التأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم لم يتحقق فإن الفدائي تأهل للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس آسيا 2019 في الإمارات، حيث وقع في المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات عُمان وجزر المالديف وبوتان، حيث احتل فيها الفدائي المركز الثاني برصيد (15) نقطة، من (5) انتصارات وخسارة وحيدة، ما جعل الفدائي يتأهل مباشرة لكأس آسيا للمرة الأولى بنظام التصفيات المباشرة.
وفي مباريات الذهاب في التصفيات الآسيوي اكتسح الفدائي جزر المالديف بثلاثية نظيفة، قبل أن يحقق فوزاً مهماً على منتخب عُمان بهدفين لهدف، وحقق فوزه الثالث على منتخب بوتان بهدفين دون رد.
في مباريات الإياب، اكتسح الفدائي منتخب بوتان بنتيجة ثقيلة (10/0)، قبل أن يحقق فوزاً كبيراً على منتخب المالديف بنتيجة (8/1)، في حيناختتم الفدائي مشواره في التصفيات بخسارته الوحيدة من منتخب عُمان بهدف نظيف.
وجاءت هذه النتائج في فترة ذهبية للفدائي بقيادة المدرب حينها عبد الناصر بركات، ومساعده التونسي نور الدين ولد علي الذي يتولى حالياً منصب المدير الفني ويقود رحلة الفدائي في كأس آسيا 2019.
وقفز المنتخب الفدائي للمركز (75) في تصنيف الفيفا لشهر يناير 2018 بقوة النتائج التي حققها في التصفيات المزدوجة وتصفيات كأس آسيا، قبل أن يبدأ بالتراجع في التصنيف تدريجياً وصولاً للمركز (99) الذي ظل مرافقاً للفدائي في تصنيف الفيفا لشهر نوفمبر 2018.
