فلسطين أون لاين

الانتخابات الإسرائيلية القادمة.. لعبة انتقام

...
الناصرة / غزة - خضر عبد العال

في ضوء استعداد الأحزاب السياسية لدى الاحتلال لانتخابات الكنيست الإسرائيلي، ضربت الانشقاقات صفوف هذه الأحزاب قبيل إجراء الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في أبريل/ نيسان المقبل، كما أُعلن عن تأسيس أحزاب جديدة لخوض المعركة الانتخابية.

وفجر زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف نفتالي بنيت مفاجأة كبيرة، أول من أمس، بإعلانه ووزيرة القضاء بحكومة الاحتلال، أيليت شاكيد، الانشقاق عن حزبهما وتأسيس حزب جديد باسم "اليمين الجديد"؛ لخوض الانتخابات الجديدة، مؤكدين أن "الحزب سيضم في صفوفه قادة علمانيين ومتدينين".

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من تأسيس رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس حزب "حصانة لإسرائيل" لخوص الانتخابات، دون استبعاد إمكانية ضم وزير الجيش السابق موشيه يعالون لحزبه، بعد انشقاقه عن حزب "الليكود" برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

لعبة انتقام

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن هذه الانشقاقات لم ترتقِ لظاهرة حتى الآن، حيث إن البيت اليهودي الذي شعر كأنه "خرقة" داخل الحكومة نتيجة تعامل نتنياهو الاستعلائي، ولقائه رؤساء المستوطنات الذين يعدون الداعم الأساس لـ"بينت".

وأوضح مجلي لصحيفة "فلسطين" أن بينت وشاكيد يريدان استقطاب جمهور اليمين الموزعين ليحلوا مكان الليكود، مؤكدا أن هذه الخطوة "لعبة انتقام" من نتنياهو الذي فاز بالحكم إثر لعبة افتعلها في الانتخابات السابقة، حين خرج بدعوات للجمهور اليميني بالتصويت له في مواجهة العرب الذين عدهم يشكلون هجمة منظمة وممولها مصادر خارجية هدفها إسقاط نتنياهو، الأمر الذين أقنع المستوطنين وصوتوا لنتنياهو على حساب "بينت".

وتابع تفسيره: "اليوم بينت يريد أن يرد الصاع صاعين لنتنياهو، وينتقم منه كما فعل الأخير في الانتخابات الماضية".

ولفت إلى مشكلة داخل الأحزاب السياسية الإسرائيلية وهي سر قوة نتنياهو الحالية، موضحًا أنها تتمثل في تشتت وتمزق المعسكر المعارض للحكومة اليوم، سواء أكان من قوى اليمين المعتدل أو قوى الوسط الليبرالية أو قوى اليسار، بالإضافة إلى أنه غير متفق على صيغة تجعله كتلة واحدة قوية في وجه الليكود.

ورأى مجلي أن بإمكان هذه القوى اليوم، خوض المعركة الانتخابية وإسقاط الليكود، وما عليها سوى الاتفاق على قائد لها، ثم في اللحظة التي يتقرر هذا الأمر، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن هذه الكتلة ستحصل على 40 مقعدًا، ما يعني أن تُكلف بتشكيل الحكومة وسقوط نتنياهو.

واستدرك بالقول: "حتى الآن هذه القوى ممزقة وأنانية تحتفظ بالأوراق لذاتها، ولا تفكر بالشراكة وبالشكل المطلوب منها من أجل الوصول للهدف الأساسي وهو التخلص من حكم نتنياهو وقيمه السلبية الخطيرة التي تقود المنطقة لحروب وصراعات دائمة، وتضيع الفرص أمام إقامة علاقات مبنية على السلام".

وأشار إلى وجود ستة جنرالات من الجيش سيخوضون الانتخابات القادمة، لافتًا إلى أن هؤلاء في حال اتفقوا على قائمة واحدة فهذا الأمر من شأنه عكس نتائج المعركة الانتخابية، حيث إن الجيش هو الأكثر شعبية لدى الجمهور الإسرائيلي.

وحول حزب البيت اليهودي، قال مجلي: "البيت اليهودي جاء بمفاجأة، وننتظر الآن من الذي سينضم إليه، وقد تكون مفاجأة جديدة، فلربما ينضم إليه أشخاص من حزب المعسكر الصهيوني الذي يعد اليسار في (إسرائيل)"، مؤكدًا أن هذا الحزب من شأنه تشكيل تهديد حقيقي لليكود إذا انضم إليه شخصيات من اليسار.

ومن وجهة نظر مجلي، فإن خارطة الأحزاب السياسية الحالية لدى الاحتلال تتمثل في يمين حزبي مسيطر على الحياة السياسية بنسبة 5 مقاعد على المعسكر المعارض الذي يضم اليسار والوسط والعرب.

استقطاب الأصوات

من جهته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي صالح لطفي، أن الأحزاب الجديدة ستستقطب أصواتها من ثلاث دوائر، هي: الشرقيون، والأشنكاز وأصحاب الدخل المتوسط في (إسرائيل)، لأنهم سيطرحون مشروعات تهم هذه القطاعات بشكل كبير، مثل البعد الاجتماعي والاقتصادي وسيكونون سببا لرفع المستوى المعيشي لمتوسطي الدخل.

يضاف إلى ذلك، أنهم سيطرحون مشروعا يهم كل المجتمع الإسرائيلي، وهو موضوع الأمن والتسوية ومستقبل العلاقة مع الفلسطينيين.

وأكد لطفي لـ"فلسطين" أن استطلاعات الرأي الحالية تمنح الليكود مكانة متقدمة عن باقي الأحزاب بنسبة 25- 30 مقعدًا، ثم أحزاب "يعلون" و"غانتس" مجتمعين يحصلون على 16- 20 مقعدًا، متوقعًا أن يتحد هؤلاء في المستقبل ضمن إطار المركز اليميني.

واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي مع سابقه في توزيع الخارطة السياسية، حيث إن الأحزاب اليمينية بقيادة الليكود ستحصل على حوالي 55 مقعدًا، ما يؤهلها لقيادة الحكم في السنوات الأربع القادمة، أما حزب اليسار فلن يحصل على 40 مقعدًا، ويبقى 30 مقعدًا مقسمة بين العرب والمتدينين.

وتمم كلامه بأنه من الواضح أن "نتنياهو سيعود للحكم سواء أدين بقضايا الفساد أو لم يدَن، ففي كلتا الحالتين هو الذي سيقود الحكم في (إسرائيل) خلال الفترة القادمة".

يذكر أن الكنيست يتكون من 120 مقعدًا، والأحزاب الممثلة فيه الآن هي: "الليكود"، و"البيت اليهودي"، و"إسرائيل بيتنا"، و"يهودوت هتوراه"، و"شاس" و"كلنا" وجميعها أحزاب يمينية، إضافة إلى حزب" المعسكر الصهيوني" و"هناك مستقبل" و"ميرتس" وهي أحزاب وسط- يسار، فضلًا عن" القائمة العربية المشتركة" التي تمثل النواب العرب في الأراضي المحتلة عام 1948.