قائمة الموقع

​من "علبة السردين" من يسد رمق عائلة معوزة ؟

2018-12-26T08:37:03+02:00
صورة أرشيفية



بين جدران هالكة، وعلامات بؤس وحزن وأسى، براءة الطفولة تحلق كالفراشات وتتمنى عيش حياة ملؤها الفرح والسرور، إلا أنه لا حياة إلا بطعم المعاناة ومرارة الشقاء، ففي سجن الأحياء يتحول البيت إلى فرن في الصيف وثلاجة في الشتاء.

ديون أتعبت الأب، وأهلكت أطفاله، فهي قصة عائلة تسكن في وسط غزة عاشت الجوع والألم والمرض.

جلس الأب م.ص في حجرة الجلوس يروي قصته بصوت يغلبه الحزن، قائلا: "لا أعرف ماذا أقول، لولا وجود أهل الخير لمكثت داخل البيت أنتظر الموت"، وهو أب لأربعة أطفال يسكن في بيت لا يصلح للعيش فيه، ولا يمتلك قوت يومه من طعام وشراب.

ففي منزل ضيق مكون من غرفة واحدة، وفي ساحة محدودة يخلد الجميع إلى النوم جنبًا إلى جنب مثل "السردين في علبته" على حد قولهم، والجوع يسيطر على أمعاء الأطفال الخاوية، يشتهون الفاكهة والخضار، فيذهب الأب في نهاية نهاره إلى السوق ليجمع قطع الخضار المتبقية خلف الباعة ليسد جوع أطفاله.

قالت الزوجة وهي تبكى بحرقة: "نحن نعيش في فقر مدقع، أطفالي يبكون ولا يمكنني إطعامهم"، متابعة: "وضعنا المعيشي لا يسمح لنا بشراء كسوة لأبنائي، لذا اضطر إلى أخذ الملابس القديمة من أقاربنا".

وزاد الحمل على الأم بعدما نخر المرض جسم أحد صغارها، حين اكتشفت أنه يعاني ثقوبًا متعددة في القلب، فتقول: "فقدنا الأمل ونحن نرى مصير ابني يتغير يوما بعد يوم، ونحن عاجزون عن تقديم أي شيء له".

جدران المنزل تكاد تسقط، وأبواب مهترئة تستر أسرار البيت، وما بداخله من جوع وفقر وأسلاك كهرباء مكشوفة تهدد الأطفال وشبكة مياه عائمة، ورفوف المطبخ الفارغة وثلاجة تالفة تحمل بداخلها قطعًا من الحديد، كل ما يوجد في البيت هو أوان متسخة يعلوها الصدأ وبعض الملاعق يغمرها الذباب.

تقف الأم حائرة أمام وضع بائس لا مفر منه ينعكس السواد الذي غطى الجدران على معيشتهم، تضيف: "قلت عندما يكبر الأبناء يتغير الحال، لكن يبدو أن الفقر مكتوب علينا حتى الممات".

وفي زاوية أخرى أطفال لا يمنعهم الجوع من اللعب فهم يلهون ويلعبون بقطع ألعاب قديمة؛ ليقضوا أوقات عايشوها بالمر والأسى، وحرموا براءة الطفولة، حتى أنهم يذهبون للمدرسة بملابس مهترئة يحصل عليها الأب من أهل الخير.

ويشعر الأب بحزن كبير في مواجهة الفقر الذي يعصف عائلته لكنه يحمل داخله حلمًا صغيرًا لتأمين مستقبل عائلته للعيش في بيت صغير، قائلًا: "أحمد الله على كل شيء لكنني أتمنى أن أعيش في بيت لي يستر عائلتي ويقيني الفقر والمتاعب".

اخبار ذات صلة