قائمة الموقع

صناعة التاريخ بين البناء والهدم

2018-12-25T08:48:50+02:00

اتفقنا أو لم نتفق يمثل التاريخ قلب هذه الأمة، لأننا ببساطة حتى الآن أمة تعيش على تاريخها، كتبنا تمتلئ بذكر أبطالنا، وشوارعنا تتزين بأسماء شهدائنا، وحضاراتنا القديمة ترتبط بأي حدث في بلادنا، حتى عاطفيًّا قلوبنا تميل إلى كل ما هو قديم، ويدغدغ مشاعرنا كل ما عليه تراب من عبق التاريخ.

وفي هذا الصدد تحدثت "فلسطين" إلى أ. د. محمود أبو دف أستاذ أصول التربية بكلية التربية في الجامعة الإسلامية.

وقال أبو دف: "في حياة الأمم والشعوب أنموذجان مختلفان تمامًا من حيث الوجهة والسعي والعمل، وكذلك النتائج، فهناك من يتقن البناء، وهنالك من لا يتقن سوى الهدم والتخريب، وهنالك من يصنع التاريخ الناصع، ويتقن بناء الإنسان، ويصنع وقائع جديدة في المجتمعات تحدث تغيرات جديدة إيجابية، ويصنع كل ما يلزم من أدوات لتنمية المجتمع وتحقيق الرفاهية لدى المواطنين".

وبين أنه في المقابل تجد من هم مختصون في صناعة الفشل، وإفشال الناجحين والتآمر على شعوبهم، فلا يعرفون إلا صناعة الهزائم والانقلاب على كل ما هو نافع وجميل، مضيفًا: "إنهم بارعون في صناعة الانتكاسات، وإنتاج التخلف في جميع مجالات الحياة، هؤلاء البعثيون، وندروا حياتهم وسخروا طاقاتهم كلها لرعاية الفساد ودعم الطواغيت المتجبرين في الأرض، وقد ابتليت منذ زمن شعوبنا العربية والإسلامية بأمثال هذا الصنف من الرويبضة".

وأشار أبو دف إلى "أن الإمكانات والموارد متاحة لكلا الفريقين فريق البناء وفريق الهدم، لكن الفرق يكمن في المقاصد والنيات ونمط العمل، فلكل فريق وجهته الخاصة به، وفي نهاية المطاف سيحاسب كل فريق على ما قدم من عمل"، متابعًا: "شتان ما بين المصلحين في الأرض والمفسدين، ولكل امرئ ما نوى، ولكل فريق نصيبه وجزاؤه، وفق قوله (تعالى): {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ}".

وعبر عن أمله في أن يكون العام الجديد عام تميز وبناء في الأمة، وأن يشهد انحسار فريق الهدم، وتقدم فريق البناء والإعمار، لمصلحة الدين والأمة والإنسان.

اخبار ذات صلة