فلسطين أون لاين

​المحرر البسيوني: فرحة زفافي ستكتمل بـ"أهالي الأسرى"

...
الأسير المحرر البسيوني (تصوير/ رمضان الأغا)
غزة - جمال غيث

ابتسامة ممزوجة بالحزن ارتسمت على وجه الأسير المحرر ماهر البسيوني، أثناء تنقله بين محررين وأهالي أسرى لتوزيع دعوات حضور حفل زفافه المقرر خلال أيام.

مشاهد الفرح والحزن تجسدت على وجنات أهالي الأسرى خلال اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، وهم يتسلمون دعوة فرح المحرر البسيوني، وكلهم أمل أن يُحرَّر أبناؤهم من خلف قضبان الاحتلال في القريب العاجل.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نهاية أكتوبر الماضي عن البسيوني، من سكان مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، بعد أن أمضى مدة محكوميته البالغة 16 عامًا.

وينهمك البسيوني، في وضع اللمسات الأخيرة لإقامة حفل زفافه يوم الجمعة القادم، في منزله في بيت حانون ويحرص على اكتمال فرحته بحضور ومشاركة أهالي الأسرى ومحررين.

ويؤكد البسيوني، لصحيفة "فلسطين" حرصه الشديد على مشاركة أهالي الأسرى في حفل زفافه "لأنهم يحملون نفس المعاناة والعذاب التي مروا بها خلف السجون"، متمنيًا أن يأتي اليوم الذي يحرر فيه جميع الأسرى من سجون الاحتلال.

ويضيف: "دعوتُ أهالي الأسرى مشاركتي في حفل زفافي للتأكيد على قضية الأسرى وأننا شعب واحد، وأن فرحة وألم أهالي الأسرى وذويهم واحدة"، داعيًا كافة المعنيين إلى أن يكون لهم موقف لإنهاء معاناة الأسرى وأهاليهم.

ويشير الأسير المحرر، إلى أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية تمارس سياسة التنغيص على أهالي الأسرى وذويهم وتحرمهم من أبسط حقوقهم كالحق في الزواج وتأسيس أسرة في محاولة لعقابهم والنيل منهم.

وتمكن عدد من الأسرى طوال السنوات الماضية من عقد قرانهم خلف أسوار سجون الاحتلال ومنهم من أنجبت زوجاتهم عبر نطف مهربة كنوع من التحدي للاحتلال والإصرار على الحياة.

ويقول البسيوني: "إن الأسرى في السجون الإسرائيلية كافة يتعرضون لهجمة شرسة هدفها النيل من إرادتهم وعزيمتهم التي لا تنكسر أبدًا في محاولة واهية لمنع أبناء الشعب الفلسطيني من مواصلة نضالهم ضد الاحتلال".

ويؤكد أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في حجم ونوع الاعتداءات التي مارستها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، إلا أنهم صامدون متمسكون بحقوقهم التي كفلتها كافة الأعراف والقوانين الدولية.

ويلفت الانتباه إلى أن الأسرى بانتظار من ينهي معاناتهم ويطلق سراحهم كي يكوّنوا أسرهم أسوة بغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني.

ويضيف: "إن عشرات الأسرى لم يحصلوا على فرصة الزواج بعد بسبب سياسة الاحتلال التي يتبعها بحقهم وبحق أسرهم أثناء زيارتهم، وحرمانهم من الالتقاء بحجة "المنع الأمني".

ويدعو البسيوني، أبناء الشعب الفلسطيني وقواه الحية للالتفاف حول قضايا الأسرى، كما دعا الجهات الحقوقية الدولية والمحلية إلى نقل معاناتهم لكافة المحافل الدولية.

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلية اعتقال نحو 6000 أسير فلسطيني بينهم 450 معتقلا إداريا تمارس بحقهم جرائم مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية، بحسب إحصاءات فلسطينية.