رجح الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، أن تقفز المؤسسة الأممية عن غياب الدعم المالي الذي حجبته الإدارة الأمريكية استنادًا إلى "بعض المؤشرات الأولية".
وأشار سامي مشعشع إلى أن الأزمة المالية التي عاشتها المنظمة خلال العام الجاري لن تكون بنفس المستوى في 2019 المقبل.
وذكر مشعشع، في حديث لصحيفة "فلسطين" أن "أونروا" ستبدأ ميزانية 2019 العامة بعجز مالي قيمته 360 مليون دولار، وهو التمويل السنوي الذي تخلت عنه الإدارة الأمريكية.
وأكد أن عددًا من الدول تواصلت مع الوكالة وأعربت عن نيتها توفير الدعم المالي لـ"أونروا" قبل نهاية العام الجاري، متمنيًّا أن تنتهى الأزمة المالية قبل 2019.
وأشار مشعشع إلى أن "أونروا" بصدد إطلاق نداء الاستغاثة الخاصة بقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة لسد عجزها المالي قبل أن تتأثر خدماتها.
وأفاد بأن الإجراءات التقشفية التي اتخذتها "الأونروا" في وقت سابق من العام الجاري ستستمر إلى حين التخلص من الأزمة المالية.
وكانت "أونروا" اتخذت العديد من الإجراءات التي وصفتها بـ"التقشفية" بدواعي نقص التمويل، من بينها فصل ألف من موظفي العقود، وتقليص الخدمات المقدمة لملايين اللاجئين في مناطق عملياتها الخمس.
وأشار مشعشع، إلى أن الإجراءات التي ذهبت إليها وكالة الغوث بسبب توقف الدعم الأمريكي أفضت إلى توفير 92 مليون دولار أمريكي، وتقليص التبرعات الطارئة في قطاعي الصحة والتعليم، ما أثر على الخدمات التي توفرها الأونروا للاجئين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وسوريا، في حين أبقت على الخدمات الأساسية.
وتوقع مشعشع، أن تسترد تلك القطاعات عافيتها في العام المقبل "حال تجاوزت المؤسسة الأممية أزمتها"، مبينًا أن "أونروا" تعمل على توسيع وتنويع رقعة المتبرعين والدخول في اتفاقيات متعددة مع بعضهم لسنوات، وكذلك التوجه إلى الدول الإسلامية والصناديق الدولية، ومواصلة التشبيك مع المتبرعين التقليديين لتجاوز الأزمة.
وقال الناطق الرسمي لوكالة الغوث: "بعض المبشرات تدلل أن "أونروا" ستقفز عن غياب التبرع الأمريكي، ولن تكون هناك أزمة مالية كبيرة كما هو الحال عام 2018".
واستطاعت "أونروا" على مراحل عدة تقليص الفجوة المالية لعام 2018 من 446 إلى 21 مليون دولار، كان آخرها حصولها على تعهدات مالية بقيمة 165 مليون، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقا للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك.
ويبلغ إجمالي ميزانية المنظمة الأممية (العادية وميزانية الطوارئ وميزانية المشاريع) مليارًا و300 مليون دولار أميركي.
وتفاقمت أزمة "أونروا" بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع يناير/ كانون الثاني 2018 أنها لن تمولها بعد اليوم بسبب "انحيازها" إلى جانب الفلسطينيين، وكانت واشنطن دفعت للوكالة 365 مليون دولار في 2017 قبل أن تقرر تقليص مساهمتها إلى 65 مليون دولار في 2018، ثم أعلنت لاحقا توقيف الدعم نهائيًّا.