في كثير من الأحيان كانت مواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تحريك وقفات مع الأسرى على أرض الواقع وتفعيل القضايا السياسية والمجتمعية المتعلقة بالثوابت الفلسطينية.
كذلك اتهم الاحتلال المواقع بتحريك الانتفاضة والقيام بعمليات ضده، وهذا دليل تأثيرها وأنها لم تبق افتراضية فالكثير من رواد تلك المواقع الذين نفذوا عمليات ضد الاحتلال كان لهم صفحات على تلك المواقع.
وأظهر تقرير أصدرته شركة فلسطينية متخصصة بوسائل التواصل الاجتماعي أن 56% من الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والداخل المحتل يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي.
وبيّن التقرير، الذي أصدرته شركة "iPoke"، أن عدد مستخدمي فيسبوك في الضفة وغزة بلغ 2,037,800 مستخدم، و950,000 في الداخل المحتل، منهم 53% ذكور، و47% من الإناث.
وذكر التقرير أن 60% من المستخدمين يتصفحون مواقع التواصل عبر الموبايل فقط، و30% عبر الموبايل والكمبيوتر معًا، أما 10% فيستخدمونها عبر الكمبيوتر فقط.
وكانت ذروة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة المسائية الواقعة ما بين الساعة 5 عصرًا حتى 9 مساءً بواقع 45% من المستخدمين.
وبيّن التقرير أن فيسبوك وواتسآب هما المنصتان الأكثر استخدامًا في فلسطين، إذ يستخدم 51% من الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والداخل فيسبوك، و44% واتس أب، و38% يوتيوب، و33% أنستغرام، و30% فايبر، و19% سناب شات، و18% تويتر، و17% جوجل بلس.
النقاط البارزة في التقرير كما يراها الناشط الفلسطيني خالد صافي بأن هناك قرابة مليوني فلسطيني يتواجدون على مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة56 % مما يؤكد اختراق عدد كبير من الفلسطينيين لهذه التقنيات وتغلغلها في حياتهم.
ويقول صافي لصحيفة "فلسطين": "إن فئة الشباب من ( 18-24) ومن ( 25-30 ) هي الأكثر استخداما لهذه المواقع، وتؤكد أن الشباب يحتاج إلى منصات تنشر قضيته ويعبر من خلالها عن رسالته.
واللافت في التقرير، كما تابع، هو اهتمام الشباب بالجانب البصري على المواقع خاصة بالتواجد على موقع "انستغرام" المتعلق بالصور، ويوتيوب المتعلق بالفيديو، وهذا يؤكد أن هناك وقتا كبيرا يقضيه الشباب في صناعة المحتوى المرئي ونشره.
ولو أن التقرير صدق في كيفية الحصول على المعلومات، والكلام ما زال لصافي، فإن نسبة 19% من الشباب الفلسطيني الذين تمت عمليات ملاحقتهم أمنيا بسبب منشورات عبروا من خلالها عن آرائهم، تؤكد أن عملية الكتابة والنشر وحروف التعبير في خطر إذا استمرت عملية الملاحقة.
وأضاف: "بأن العالم يتجه نحو العالم التقني، ومن المتوقع أن تزيد استخدامات منصات التواصل"، موضحا، أن الاهتمام الأول للشباب الفلسطيني تمثل بتبادل الأخبار ومشاهدة الفيديو والتعارف بين الآخرين.
إلا أنه ذكر أن الشباب الفلسطينيين لم يغفلوا عن الاهتمام بشكل كبير بالقضايا الفلسطينية، مشيرا إلى أن معظم الهاشتاقات التي انتشرت كانت تتعلق بالقضايا المجتمعية والسياسية مثل وسم " #إسرائيل _ تحترق "، و" #لن تسقط_ المآذن ".
وعن أسباب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين، أظهر تقرير شركة "iPoke أن 35% بهدف التواصل مع الناس، و38% لمتابعة آخر الأخبار، و17% لمشاهدة فيديو وصور وموسيقى، و6% لتعبئة الفراغ، و1% بسبب الخدمات المجانية، و3% لأسباب أخرى.
ووفق التقرير، فإن 19% من الشّباب الفلسطينيّ تعرضوا لمساءلة أو تحقيق من الاحتلال والسلطات الفلسطينية في الضّفة وغزّة نتيجة تعبيرهم عن آرائهم، منهم 35% في الضفة الغربية، و9.5% بغزة، و11% في الداخل المحتل.
وبشأن الاعتقالات التي حدثت بسبب "فيسبوك"، أوضح التقرير أن الاحتلال اعتقل 250 فلسطينيًا بسبب منشورات "فيسبوك" منذ بداية انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر 2015، منها 85 حالة منذ 2016.
"التقرير يؤكد وجود الشباب الفلسطيني بشكل فاعل وقوي على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم قلة نسبة التواجد الفلسطيني على هذه المواقع مقارنة بالجمهور العربي، إلا أن الصفحات الفلسطينية تمتعت وامتازت بمكانة عالية مع كبرى الوكالات العربية الموجودة على ذات المواقع " .. والكلام هذه المرة للناشط رضوان الأخرس.
وقال الأخرس لصحيفة "فلسطين": "استطاع الفلسطينيون اثبات تواجدهم وقضيتهم من خلال هذه المواقع رغم الملاحقة من الاحتلال عبر الفيس بوك، لإضعاف قوة الخطاب الفلسطيني الذي ظل حاضرا ".
وفي السياق، أوضح الأخرس أن الخطاب السياسي أكثر العناوين التي تصدرت خطاب الشباب المتعلق بالثوابت والمقاومة والصراع مع الاحتلال والأسرى واللاجئين وأحداث الانتفاضة، وهذا لا نجده في الشباب الذين يهتمون بالمجالات الاجتماعية.
وأكد أن مواقع التواصل زادت نسبة الوعي لدى الشباب بشكل واضح الأمر الذي جعل الاحتلال متخوفا من تلك المواقع، وقال: " الاحتلال يستشعر الخطر ولا يستطيع أن يمنعه لأن صاحب الحق أقوى وخطابه أكثر إقناعا ووصولا للناس".