استهجنت سفيرة السلطة الفلسطينية لدى إيطاليا، مي كيلة، تصريحات أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، عن القدس المحتلة، وما أسماه "الهيكل اليهودي".
جاء ذلك بعدما، نقل موقع صوت إسرائيل، أمس، عن جوتيريس قوله لمندوب الإذاعة باللغة العبرية: إنه "واضح كوضوح الشمس بأن الهيكل المقدس في القدس الذي قام الرومان بهدمه كان هيكلا يهوديا"؛ على حد زعمه، مضيفا أنه "ما من أحد يمكنه إنكار حقيقة كون القدس مقدسة للديانات السماوية الثلاث"؛ وفق تعبيره.
وأضاف جويتريس، الذي تولى منصب أمين عام الأمم المتحدة خلفا لبان كي مون، إنه لا ينوي طرح مبادرة سياسية بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، على الرغم من أنه يؤيد ما يوصف بـ"حل الدولتين"، "ومستعد لمد يد العون للطرفين اذا ما اقتضت الضرورة ذلك".
وقالت كيلة لصحيفة "فلسطين": إن تصريحات جويتريس "تناقض الأمم المتحدة بحد ذاتها"، معربة عن اعتقادها بأن الأمين العام للمنظمة الدولية، "بحاجة إلى أن يطلع أكثر على قرارات الأمم المتحدة".
وشددت على أنه يتوجب على جويتريس، أن يراعي كافة القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة بخصوص القدس، وأن يأخذ بالاعتبار "حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للنقاش في هذا الموضوع، وخاصة إذا كان يتحدث عن حل الدولتين الذي تبنته الأمم المتحدة، والتي أعلنت أنها تؤيده، وهناك مجموعة من القرارات في هذا الشأن".
وذكَّرت بقرار مجلس الأمن الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، معربة عن استهجانها لتصريحات جويتريس.
وعما إذا كان موقف كل من الأمين العام للأمم المتحدة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاستيطان والقدس المحتلة، يعني أن ما يسمى "حل الدولتين" سقط، أجابت بأنه إذا استمرت سلطات الاحتلال على ما هي عليه من استيطان، "يكون حل الدولتين قد سقط تلقائيا".
وقالت كيلة: إن السلطة الفلسطينية تعمل على إقناع المجتمع الدولي بأن "حل الدولتين هو الحل الأجدى، الذي يمكننا من العيش على جزء من فلسطين".
وأكدت أنه حتى لو لم تلتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهذا الحل، فإن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه، وأشارت إلى أنه لو استطاع الاحتلال أن يقتلع عائلة فلسطينية من أرضها، فإنه لن يتمكن من اقتلاع كل الشعب الفلسطيني من أرضه.
وأوضحت أن السلطة الفلسطينية لا تزال تتبنى "حل الدولتين؛ احتراما للشرعية الدولية وكافة قرارات الأمم المتحدة"، مؤكدة أن الأوان قد آن للأمم المتحدة أن تأخذ هذا الحل على محمل الجد، لأنه كفى عذابا للشعب الفلسطيني".
وتممت بالتشديد على أهمية الجهود السياسية والدبلوماسية ليعرف العالم "حقيقة أن (إسرائيل) سلطة بربرية تقمع الشعب الفلسطيني، وليس عندها أي نوع من الديمقراطية، ولا احترام لحقوق الإنسان"، منوهة في الوقت نفسه إلى أهمية بناء المؤسسات الفلسطينية لإقامة دولة فلسطين.