يدفع الفلسطينيون الرافضون للاحتلال خلال المواجهات اليومية معه في الضفة الغربية، ثمنًا باهظًا بتعرضهم للأسلحة المحظور استخدامها دوليًّا باتجاه أجسادهم وفي المناطق العليا، والتي تتسبب بقتلهم أو بإصابتهم بإعاقات دائمة.
الشاب المصاب بجروح خطيرة سعد نوفل (23 عامًا) من مدينة قلقيلية، يرقد في مشفى إسرائيلي بعد إصابته الأحد الماضي، برصاصة من نوع متفجر في منطقة الصدر، أطلقها أحد جنود الاحتلال خلال مواجهات في المنطقة الغربية للمدينة.
ويقول نضال نوفل شقيق الجريح سعد لـ"فلسطين": "إصابة شقيقي خطيرة جدًّا ولم يتوقف النزيف عنده خلال وجوده في مشفى درويش نزال الحكومي بسبب إصابة الكبد، وعند تحويله إلى مشافٍ إسرائيلية أرجعه الجيش في البداية بالرغم من وجود تنسيق سابق، ثم عادوا وسمحوا له بالمرور وهو في وضع صعب".
وأضاف: "لم تكن المواجهات ذات طابع قوي وعنيف، ولم يكن هناك داعٍ لاستخدام هذا الرصاص المتفجر الذي يعمل على تمزيق الجسد من الداخل".
إعاقات جسدية ونفسية
وفي قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، حيث المسيرة الأسبوعية السلمية التي تطالب بفتح المدخل الرئيس المغلق منذ عام 2000، خلَّف الاحتلال العديد من الأطفال الذين أصيبوا بإعاقات جسدية ونفسية نتيجة قمعه هذه المسيرة.
يقول مراد اشتيوي منسق المسيرة: "منذ ثماني سنوات وجيش الاحتلال يستخدم كل الأسلحة المحظورة دوليًّا تجاه المشاركين في مسيرة سلمية، فعدد الجرحى فاق المائة والإعاقات جسدية مثل فقدان البصر لأطفال أصيبوا بالرصاص المعدني والمطاطي المغلف، أو نفسية نتيجة الرعب والإرهاب الذي يمارس داخل المنازل عند اقتحامها واستخدام الكلاب البوليسية التي تنهش لحم المشاركين، والغاز السام الذي يتسبب بأمراض للجهاز التنفسي".
وأضاف: "الفاتورة التي ندفعها منذ انطلاق المسيرة باهظة من جرّاء هذه الأسلحة المحظورة، وهي جريمة حرب، فلم يسلم من هذه الأسلحة لا الصغير ولا الكبير".
لا معايير للاحتلال
اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات، أكد أن الاحتلال يستخدم أسلحة محظورة في قمع الفلسطينيين السلميين، فحتى قنابل الغاز وإطلاقها له معايير دولية، منها: أن تكون المسافة بعيدة، وغير موجهة إلى أجساد المشاركين في الاحتجاجات، إضافة إلى حظر استخدام الرصاص الحي والمتفجر.
وقال: "الاحتلال يخالف كل القوانين والمعايير وتتسبب هذه الأسلحة في إيقاع الجرحى بإصابات خطيرة جدًّا".
المواطن ياسر حماد (57 عامًا) من قلقيلية، أصيب برأسه بقنبلة غاز في أثناء مروره من حاجز قلنديا للصلاة في المسجد الأقصى قبل عدة أعوام، وقال: "لا يتورع الجنود في إطلاق قنابل الغاز من مسافة الصفر، وهذا ما جرى في الحادثة التي أصبت بها بعد احتجاج الناس وقتها على إجراءات الجنود على حاجز قلنديا وإذلالهم".
الناشط في مقاومة الاستيطان محمد زيد، قال: "خلال إحصاء الجرحى في المواجهات السلمية ضد الاستيطان، التي تقع في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، تكون النتيجة تعمد استخدام أسلحة لا يعرف مصدرها، سواء طبيعة الغاز أو طبيعة الرصاصة".
وأضاف: "غياب لجان التحقيق، ولعب الاحتلال دور القاضي والجلاد، يذوّب الحقيقة ويضيعها، فهناك الكثير من الفلسطينيين استشهدوا وفلت المجرم من العقاب بسبب غياب لجان تحقيق موضوعية".