فلسطين أون لاين

​برد الشتاء.. معاناة فصلية تضاف إلى رصيد الأسرى

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

لا يزيد تبدل فصول السنة والاختلافات المناخية في الأراضي الفلسطينية للأسرى خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلا مزيدًا من المعاناة بسبب برد الشتاء القارس وعدم توفير الأغطية والملابس الشتوية التي يحتاجونها ما يجعلهم عرضة للأمراض.

وما يزيد الطين بلة على الأسرى تعنت إدارة سجون الاحتلال في الاستجابة لمطالبهم ورفض تزويدهم بالملابس والأغطية الشتوية وإجبارهم على شرائها من "كانتينا" السجن رغم ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، ومنعهم من اقتناء وسائل التدفئة، عوضًا عن سياسة الإهمال الطبي وقلة الرعاية الصحية.

ويؤكد المختص في شؤون الأسرى ياسر صالح، أن معاناة الأسرى في فصل الشتاء لا توصف بسبب البرد القارس وانعدام البنية التحتية الآدمية.

ويقول صالح، وهو أسير محرر أمضى 15 عامًا داخل سجون الاحتلال، لصحيفة "فلسطين": "تمارس إدارة السجون سياسة التضييق على الأسرى بمنع أهالي الأسرى من تمرير أي احتياجات لأبنائهم ذات صلة بفصل الشتاء سواء أكانت أغطية أو ملابس، وبطبيعة الحال هي تمنع وسائل التدفئة، وتجبر الأسرى على شراء احتياجاتهم كافة من كانتينا السجن".

ويلفت إلى أن "كانتينا" السجن تبيع الأسرى احتياجاتهم بما في ذلك الأغذية بأسعار مرتفعة جدًا، وإذ تتعامل إدارة سجون الاحتلال مع هذا الملف بوصفه عقابًا، موضحًا أن بعض الأسرى يلجأ إلى اقتراض احتياجاته من زملائه في نفس الغرفة، وبعضهم لا يجد ما يرتديه ويبقى عرضة للبرد والإصابة بالأمراض.

ويرى صالح أن سلطات الاحتلال من خلال تلك السياسة تضغط على الأسرى نفسيا باستنزافهم ماليا، في محاولة لإشباع رغباتها السادية بحرمانهم من أبسط حقوقهم داخل السجون.

ويؤكد أن إدارة السجون تحاول بشكل مستمر سلب حقوق الأسرى والالتفاف عليها، ما يدفعهم لانتزاعها عبر خوض خطوات تصعيدية داخل السجون كتنظيم إضرابات واحتجاجات لحين الاستجابة لها، داعيًا المؤسسات والمنظمات الحقوقية والانسانية الدولية للقيام بدورها والضغط على الاحتلال لتوفير احتياجات الأسرى.

انتشار الأمراض

ويؤكد المختص في شؤون الأسرى جهاد غبن، ما ذهب إليه سابقه بنقص الأغطية والملابس الشتوية والإجراءات التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى كنقلهم من سجن لآخر أو عزلهم في الزنازين مما يعرضهم للإصابة بأمراض الإنفلونزا والأمراض الصدرية والروماتزم.

ويبين غبن، الذي أمضى في سجون الاحتلال (24 عامًا)، أن أبرز الأمراض التي يتعرض لها الأسرى "الانفلونزا، والزكام، التهاب الحلق والمفاصل، والحمى"، مؤكدًا إن إدارة السجون لا تقدم له الأدوية سوى حبة "الأكامول" ما يدفعهم للبحث عن وسائل بدائية للتغلب على أمراضهم كتناول "البصل والليمون والثوم، والمشروبات الساخنة".

ويشير لصحيفة "فلسطين" إلى أن أطباء إدارة سجون الاحتلال يرفضون إجراء فحوصات طبية مهنية للأسرى للاطلاع على أوضاعهم الصحية بالشكل المطلوب، ويعملون على تسويف طلبات المعاينة والفحوصات ما يؤدي لانتشار المرض في الأقسام كافة.

ويلفت إلى أن إدارة سجون الاحتلال تحاول بشكل مستمر خاصة في فصل الشتاء مضايقة الأسرى وتفتيشهم بشكل عار ونقلهم من سجن لآخر، بالإضافة إلى اقتحام غرفهم ونقلهم في سيارة "البوسطة" وعزلهم بغرفة الانتظار لساعات بملابس خفيفة حتى انتهاء عمليات التفتيش التي تستمر لنحو سبع ساعات ما يجعلهم عرضة للمرض.

كما وتنتشر الأمراض في صفوف الأسرى، بحسب غبن، لسوء تهوية السجون، وشح الملابس والأغطية وممارسة سياسة الاهمال الطبي التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق الأسرى.

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال نحو 6500 أسير، بينهم 50 أسيرة، منهن 19 مريضة، في حين يعاني 25 أسيرًا من مرض السرطان من أصل 1200 أسير مريض مصابين بأمراض مختلفة.